أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن " لبنان يمر في مرحلة مفصلية، وقد نشهد تصعيداً للأوضاع الأمنية وما يترتب عليها من أثمان يدفعها المواطنون نتيجة قرارات تؤخذ خارج الحدود ولا دور للبنانيين وللحكومة فيها."
وشدّد على أن المنطقة "لن تعرف السلام قبل ايجاد حلٍ عادل للقضية الفلسطينية يتمثّل بحل الدولتين وفقاً لمقررات القمة العربية التي انعقدت في بيروت عام 2002".
كلام جعجع جاء خلال الخلوة التنظيمية السنوية التي أقامتها منطقة عاليه في معراب، وشارك فيها النائب نزيه متى ، النائب السابق أنيس نصار ، الأمين العام اميل مكرزل، الأمين العام المساعد لشؤون المناطق جورج عيد، منسق منطقة عاليه طوني بدر، رئيسة بلدية رويسة النعمان رولا خوري، رئيس رابطة مخاتير عاليه زياد الأصفر، منسقّا عاليه السابقان سعيد الشرتوني وبيار نصار، رئيس مصلحة المهن القانونية ألبير يمين، رئيس مكتب الزراعة في الحزب ايلي زخور، عضو المجلس المركزي زياد البجاني، السيّدان ابراهيم عبد النور وحكمت الشرتوني، وأعضاء منسقية عاليه ورؤساء المراكز الحزبية ومساعديهم.
وأعرب جعجع عن أسفه لأن " لبنان اليوم على هامش الحلول او التسويات التي يجري التباحث فيها في الإجتماعات المعلنة أو السرِّية، باعتبار أن الممانعة التي تحكمت بالبلاد على مدى السنوات المنصرمة ، ولا تزال حتى يومنا هذا ، أنهت مظاهر الدولة السيّدة ودمرت المؤسسات لصالح الدويلة ، إلى جانب حكومة عاجزة حالياً عن اتخاذ أي قرار مؤثر وفاعل في ظل تزايد المخاوف عند المواطنين من تفلّت الأوضاع وتحويل لبنان ساحة لتبادل الرسائل السياسية والأمنية الإقليميّة والدوليّة".
وأشار إلى أن "أطراف الممانعة هم علّة العلل وقد دمروا كل مقومات الصمود التي كان يتمتّع بها لبنان وعطّلوا انتخابات الرئاسة ويتجهون لإفراغ المؤسسات كافة عبر تعطيل التعيينات ومن ثم يأخذون البلاد الى حرب من دون تأمين أدنى متطلبات المواجهة، وفي المقابل ، نرى عدم قدرة المواطن اللبناني على الصمود ولا سيّما أنه في الوقت الراهن وبعيداً من الحرب يعاني على كل الأصعدة إذ أنه بحاجة ماسة للمساعدة في تأمين الدواء والإستشفاء والخبز والوقود والكهرباء والمياه وما إلى هنالك من متطلبات الحياة اليوميّة والأساسيّة."
وفي موازاة ذلك، سأل جعجع: "إذا كُسر زجاجٌ واحدٌ في الجنوب من سيقوم بإصلاحه؟ ومن سيعوّض على الشعب في ظل الأزمات الماليّة والإقتصاديّة التي رمانا فيها فريق "الممانعة" منذ أكثر من أربع سنوات؟".
وقد استهلت الخلوة التي تهدف إلى وضع خطة عمل للعام 2024 ورؤية مستقبلية لتطوير النشاط الحزبي وتفعيل الدور السياسي وتنسيق مهام وأعمال المكاتب الإدارية والمراكز الحزبية ورؤسائها ، بكلمة ترحيبية من مسؤولة النشاطات في المنطقة بيرلا صليبي. لتنطلق بعدها ورشة العمل الأولى مع رئيس مكتب التخطيط والاستراتيجيا في الحزب جان خشان الذي حاضر حول "أسس ومبادئ التخطيط الاستراتيجي وضرورة التخطيط الجيّد وعدم الإرتجال كي تتحقق النتائج المرجوة."
من جهته، شرح بدر عن خارطة الطريق واستراتيجية العمل لعام 2024 مع وضع جدول بالنشاطات المنوي تنفيذها، كما فنّد أبرز الأعمال والنشاطات التي أُنجزت في العام الحالي من خلال جهود المسؤولين الحزبيين ومساعديهم في القرى والبلدات كافة . وختم كلمته برفع توصيات حول مهام رؤساء المراكز وسبل تفعيل دورهم."
وتحدّث في ورشة العمل الثانية ممثل جهاز التنشئة السياسية ميشال دكاش عن" القيادة قيم ومبادئ ".
فيما تمحورت مداخلة خبيرة مواقع التواصل سارة عساف في الورشة الثالثة حول " خطة التواصل الجديدة في الحزب وسبل تفعيل الحضور القواتي الهادف والمنظّم على مواقع التواصل الإجتماعي كافة".
بدوره شدّد عيد في محاضرته على " دور رؤساء المراكز الحزبية وضرورة تفاعلهم مع مجتمعهم في المناسبات وفي مختلف الظروف."
من جهته، أكد مكرزل" أن الروحية القواتية تميّز حزبنا ومن خلالها نستطيع مواجهة الظروف وخدمة تطلّعات المجتمع الذي بات يضع كل آماله علينا نظراً لثباتنا الدائم الى جانب قضايا الحق واستعدادنا للتضحية في سبيل وطننا وكرامة مواطنيه." فيما تناول متى في كلمته جولته الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية "حيث لمست تفاعلاً كبيراً من المغتربين مع القوات ومسؤوليها، ورغبة اللبنانيين بمساعدة بلدهم لاستعادة دوره وحضوره الفاعل ، اللهم بعد أن تنكفئ عنه الغيوم السوداء والمآسي التي خلّفها عهد الممانعين الفاشل والمدمر".
واختتمت الخلوة برفع توصيات في كل مجالات العمل الحزبي والاداري ووضع آلية واضحة ومفصلّة لمتابعة تنفيذ المقررات.