قالت إسرائيل إنها طوقت أكبر مدينة في قطاع غزة حيث تتركز حملتها التي تهدف للقضاء على حركة حماس، في حين تستعد الولايات المتحدة للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على فترات هدنة قصيرة في القتال بما يسمح بدخول المساعدات للقطاع.
ومع اقتراب الصراع من نهاية أسبوعه الرابع، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة هي الثانية لإسرائيل خلال شهر ويلتقي خلالها نتنياهو بالتزامن مع المواجهات التي يخوضها الجيش الإسرائيلي مع مسلحي حماس الذين يشنون هجمات كر وفر انطلاقا من الأنفاق.
وقال نتنياهو في بيان بعد أن أعلن الجيش أنه طوق المدينة الرئيسية في القطاع الساحلي: "إننا في ذروة المعركة. حققنا نجاحات رائعة وتجاوزنا مشارف مدينة غزة. ونتقدم".
ولدى مغادرة بلينكن واشنطن متوجها إلى الشرق الأوسط، قال إنه سيناقش اتخاذ خطوات ملموسة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة. وفي الوقت نفسه، قال البيت الأبيض إن أي توقف للقتال ينبغي أن يكون محدد الزمان والمكان، وأكد أنه لن يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها.
وتزايدت دعوات قادة العالم لهدنة أو لوقف إطلاق النار في ظل تزايد أعداد القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، إلى جانب النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء والوقود.
وترفض إسرائيل هذه الدعوات وتقول إنها تستهدف مقاتلي حماس الذين تتهمهم بتعمد الاختباء بين السكان والمباني المدنية. كما رفض البيت الأبيض الدعوات لوقف إطلاق النار.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 9061 شخصا قتلوا في غزة منذ أن شنت إسرائيل هجومها على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة ردا على هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
وحذرت مجموعة من الخبراء في الأمم المتحدة من أن الفلسطينيين في غزة "عرضة لخطر جسيم للإبادة الجماعية".
وقالت المجموعة التي تتألف من مقررين تابعين للأمم المتحدة في بيان: "ندعو إسرائيل وحلفاءها إلى الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار. لقد نفد الوقت".
ووصفت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف البيان بأنه "مؤسف ومثير للقلق العميق" وحملت حماس المسؤولية عن مقتل المدنيين. وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن البت فيما إذا كانت حدثت إبادة جماعية لا يمكن أن يتم إلا من قبل هيئة قضائية ذات صلة تابعة للأمم المتحدة.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزت أكثر من 240 رهينة في الهجوم الذي شنته في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال البيت الأبيض أمس الخميس إنه يبحث فكرة فترات هدنة في الصراع.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض للصحافيين: "ما نحاول القيام به هو استكشاف فكرة فترات الهدنة بقدر ما قد يكون ضروريا لمواصلة إدخال المساعدات ومواصلة العمل لإخراج الناس بأمان، بما في ذلك الرهائن".
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن أيضا بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان غدا السبت. وقال الصفدي في بيان إنه يجب على إسرائيل إنهاء الحرب على غزة، واتهمها بارتكاب جرائم حرب من خلال قصف المدنيين وفرض الحصار.
وحذرت دولة الإمارات اليوم الجمعة من أن التوتر في الشرق الأوسط يقترب من "نقطة الغليان" وقالت إنها تعمل "بلا هوادة" للتوصل إلى وقف إنساني لإطلاق النار.
وقالت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية نورة الكعبي في مؤتمر بالعاصمة أبوظبي "خطر الامتداد إقليميا والمزيد من التصعيد حقيقي، فضلا عن خطر استغلال الجماعات المتطرفة للوضع لتعزيز أيديولوجيات من شأنها أن تبقينا عالقين في دوامات من العنف". * مقاتلو حماس يخرجون من الأنفاق
مقاتلو حماس يخرجون من الأنفاق
على وقع انفجارات مكثفة في غزة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري للصحافيين إن القوات الإسرائيلية "أكملت تطويق مدينة غزة، المركز الرئيسي لمنظمة حماس الإرهابية".
وشرح البريغادير جنرال إيدو مزراحي قائد سلاح المهندسين بالجيش الإسرائيلي أن القوات تواجه ألغاما وفخاخا.
وتابع "لقد تعلمت حماس الدرس وأعدت نفسها جيدا".
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في خطاب بثه التلفزيون أمس الخميس إن عدد القتلى الإسرائيليين في غزة أعلى بكثير مما يعلنه الجيش. وقال "ترقبوا عودة المزيد من جنودكم في أكياس سوداء".
وبحسب سكان ومقاطع فيديو بثتها حماس وحركة الجهاد الإسلامي فقد خرج مقاتلو الجماعتين من الأنفاق لإطلاق النار على الدبابات، ثم اختفوا مرة أخرى في شبكة الأنفاق.
وقال مسؤولان أميركيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الولايات المتحدة تطلق طائرات مسيرة فوق غزة لجمع المعلومات للمساعدة في تحديد مكان الرهائن. وقال أحدهما إن هذه الطائرات تعمل على جمع المعلومات منذ أكثر من أسبوع.
المزيد من الأجانب على وشك الإجلاء
من المقرر أن يفتح معبر رفح بين غزة ومصر أبوابه لليوم الثالث اليوم الجمعة من أجل عمليات إجلاء محدودة بموجب اتفاق توسطت فيه قطر يهدف إلى السماح لبعض حاملي جوازات السفر الأجنبية وعائلاتهم وبعض الجرحى من سكان غزة بالخروج من القطاع.
ووفقا لمسؤولي الحدود، فقد غادر أكثر من 700 مواطن أجنبي إلى مصر عبر رفح في اليومين السابقين. وكان من المقرر أن يعبر أيضا عشرات الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة. وطلبت إسرائيل من الدول الأجنبية إرسال سفن تضم مستشفيات لهم.
وأكثر من ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 35 مستشفيات لا تعمل، وتحول الكثير منها إلى مخيمات للاجئين.