يعاني سكان مدينة غزة ومخيم جباليا للاجئين من حصار فوق الحصار بعد عزل المكانين عن بقية قطاع غزة وتطويقهما من القوات الإسرائيلية بعد ثلاثة أسابيع من الحصار والقصف للقطاع بأكمله.
يرتقب السكان وقوع معركة ضارية في أحيائهم مع عدم وجود ما يكفي من الكهرباء أو الوقود ومع بقاء بضعة مستشفيات فقط في الخدمة وسط غارات جوية وقصف مدفعي بلا هوادة.
وقال أبو عبد الله الذي يسكن في مدينة غزة "لا ينام أحد في وجود القصف. يواصل أبنائي القفز والبكاء عند كل غارة جوية". ويقيم أبو عبد الله في مخيم جباليا مع أقاربه بعد قصف منزله في مدينة غزة.
وتابع: "نحن الآن محاصرون، لكننا في وطننا"، واتهم إسرائيل بشن حرب تجويع على شعب غزة.
جثث
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه رويترز آثار ما بعد هجوم اليوم على بيت لاهيا بالقرب من مدينة غزة، إذ كانت هناك جثث ملطخة بالدماء ومحفوفة بالتراب وإخراج رضيع من سيارة إسعاف، وأظهر أيضا فحص المسعفين للمصابين المستلقين على أرضية المستشفى وهم يتألمون.
عجز في الإمدادات
قطعت إسرائيل إمدادات الوقود والكهرباء عن غزة مباشرة بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر وقالت السلطات الصحية في غزة إن معظم الخدمات الطبية قد تتوقف. وتقول إسرائيل إن حماس أخذت الوقود من المستشفيات.
ولا تصل الإمدادات الغذائية والطبية التي تأتي عبر معبر رفح الحدودي مع مصر منذ الأسبوع الماضي إلا إلى الأجزاء الجنوبية من غزة.
وقال أبو عبد الله عبر الهاتف إن الغذاء مشكلة والمياه مشكلة أكبر ولا يوجد وقود أو كهرباء فيما عدا بضع ساعات يحصلون عليها من الألواح الشمسية.
مياه البحر
وفي الأجزاء الجنوبية من القطاع، يعني نقص المياه النظيفة أن كثيرين من الناس بدأوا في استخدام مياه البحر للاستحمام والتنظيف، واكتظاظ المستشفيات ونقص الوقود يعني أن الأطباء يجدون عنتا شديدا في مساعدة المرضى والجرحى.
وعلى الشاطئ في دير البلح، بين مدينة غزة ومدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية، كان هناك مجموعة من الأطفال يغترفون الماء من البحر بينما عكف رجال على غسل أواني الطهي.
وقال علاء البرديني، أحد سكان دير البلح، إن الأطفال يستحمون في مياه البحر المالحة ولا توجد مياه عذبة لتنظيف أجسادهم من الملح.
وتقول إسرائيل إنها أعادت إمدادات المياه إلى جنوب قطاع غزة بعد أن قطعتها في البداية. لكن السكان يقولون إنه لا توجد مياه تقريبا، وبدون كهرباء لا يستطيع الناس تشغيل مضخات لسحب المياه من الآبار أو رفعها إلى المنازل.
المخابز
وتمتد طوابير الانتظار طويلا عند المخابز وينتظر الناس ساعات للحصول كميات صغيرة من الخبز. وقال حسين النادي أمام أحد المخابز في خان يونس إنه يقف منذ الفجر في طابور للحصول على الخبز وإن الوضع أصبح لا يحتمل.
ومع امتلاء المستشفيات، بدأ الطبيب حسن زين الدين يزور مدارس الأمم المتحدة التي تأوي آلاف النازحين. ومع الافتقار للوقود، يقطع رحلة طولها 15 كيلومترا بالدراجة.
وقال زين الدين إن القصف أضر ببعض قطاعات من الطريق ومن ثم يضطر إلى حمل الدراجة حتى يتجاوز الجزء المعطوب من الطريق ثم يستأنف الرحلة.
رويترز