قضى 4 مدنيين لبنانيين في جنوب لبنان الأحد في غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية، في حين هدد "حزب الله" إسرائيل بـ"دفع ثمن جرائمها".
وأفيد أن مواطنة لبنانية وأحفادها الثلاثة لقوا حتفهم بعدما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة كانوا يستقلونها على طريق عيناثا-عيترون بجنوب لبنان.
كما أن سيارتين كانتا تسيران بعضهما خلف بعض، الأولى يقودها الصحافي سمير عبد الحسين أيوب والثانية خلفه تقودها ابنة أخته وبرفقتها والدتها وأولادها الثلاثة، مشيرة إلى السيارتين تعرضتا لغارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية أصابت السيارة الثانية إصابة مباشرة مما تسبب في انقلابها واشتعال النار فيها.وذكرت أن القصف أدى إلى مقتل شقيقة الصحافي وأحفادها الثلاثة البالغين من العمر 10 و12 و14 عاماً، كما أصيبت والدتهم والصحافي نفسه.
وقال عضو كتلة "حزب الله" النيابية حسن فضل الله لـ"رويترز": هذه الجريمة تطور خطير في العدوان الاسرائيلي على لبنان والعدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين. وأضاف فضل الله" "ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بشعة ضد سيارة مدنية أدت إلى استشهاد ثلاث فتيات، أعمارهن بين ثماني و14 سنة، وجدتهن، وجرح والدتهن، وذلك في أثناء مرورهن على طريق عام بين بلدتي عيترون وعيناثا". وأردف: "هذه الجريمة تطور خطير في العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهي لها تداعياتها، والعدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين".
ولم يتأخر الرد، فقد دوت مساء صفارات الإنذار في مستوطنات المطلة وكفر جلعادي وكريات شمونة، حيث أعلن عن سقوط عشرات الصواريخ، أطلقت من لبنان وقتلت مستوطن واحد على الاقل
وأصدرت المقاومة الإسلامية بيانا قالت فيه "رداً على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو بعد ظهر اليوم التي استهدف فيها سيارةً مدنيةً عند طريق المعيصرة بين عيناتا وعيترون التي أدت إلى استشهاد سيدة وثلاثة اطفال من احفادها، قام عناصرها عند الساعة (7:20) من مساء يوم الأحد، بقصف مستعمرة كريات شمونة بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا).، مؤكدة "أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها حازماً وقوياً".
وبدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أن "إسرائيليا قُتل اليوم الأحد في هجوم شنه "حزب الله" على امتداد الحدود الشمالية، حيث يتصاعد التوتر بينهما وسط الحرب في غزة".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن "الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص جميع الوقائع في لبنان بدقة، وذلك في معرض رده على سؤال عن أنباء قصف سيارة أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان".
وأكد في مؤتمر صحافي أننا "سنهاجم كل من يهددنا"، وأردف: "ندرس بالطبع جميع الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل. هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة".
شكوى لمجلس الأمن
ونتيجة لما حصل، أعلن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، أن "لبنان سيقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن إستشهاد مدنيين، بينهم فتيات، في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان".
وقال بو حبيب لرويترز: "بدأنا تجميع المعلومات مع صور عن الجريمة ونحن بصدد تقديم شكوى لمجلس الامن غدا".
دقيقة صمت
وبدوره، دعا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، جميع المسؤولين عن إدارة المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة إلى "الوقوف صباح غد الإثنين دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء".
وأكد في بيان، أنها "جريمة لا تستطيع الكلمات وصف شناعتها، وهي واحدة في سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يوميا ضد الآمنين. إننا نتشاطر الحزن والأسى مع أهل الشهيدات ورفاقهن ومع الأسرة التربوية في مدرسة القلبين الاقدسين في عين إبل، ونتضامن معهم في حدادهم".
"الوطني الحر"
وإستنكر "التيار الوطني الحر" في بيان، "الجريمة الاسرائيلية ضد المدنيين العزل والاطفال"، قائلا: "كأن العدو يريد أن يوسّع نطاق اعتداءاته عمداً ضد لبنان ليمدد اطار الحرب بعد الفشل في الوصول لاهدافه في غزة، وعلى اثر التحوّل في المزاج العام الدولي المندد بجرائم الابادة الجماعية التي تمارسها في غزّة".
ونبّه "التيار" الدول الغربية الداعمة لاسرائيل إلى "وجوب لجمها إذا كانت فعلاً تريد أن تتجنب توسّع الحرب، وذلك لمنعها من جرّ الغرب الى حرب متفلّتة من كل الضوابط".
الحزب الشيوعي
وإعتبر الحزب الشيوعي اللبناني، في بيان، أن "الجريمة الجديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني تضاف الى سجل جرائمه وارهابه ضد شعبنا وأهلنا في الجنوب، حيث قصف بعد ظهر اليوم الأحد وعن سابق تصور وتصميم عائلة مدنية بأكملها كانت في سيارتين على الطريق العام بين بلدتي عيترون وعيناتا، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال وشقيقة الرفيق سمير أيوب الذي أصيب بجراح مع ابنة اخته والدة الأطفال الثلاثة، وان دماء هؤلاء الشهداء الطاهرة والزكية تفضح زيف ادعاءات العدو الصهيوني الذي يروج الأكاذيب للرأي العام بأنه قام بقصف مقاومين في هذه السيارة".
واذ وجه الحزب الشيوعي "تحية اجلال واكبار لدماء الشهداء" ودان "هذه الجريمة الموصوفة ضد أطفال لبنان الذين امتزجت دماءهم اليوم مع دماء أطفال فلسطين"، اعتبر أن "هذه العملية الإرهابية تستوجب ادانتها والرد عليها بما يوقف جرائم هذا الكيان المدعوم اميركيا وأطلسيا".
وكانت استهدفت "المقاومة الإسلامية" نهارا تجمعًا لجنود إسرائيليين في موقع بياض بليدا وحققوا فيه إصابات مؤكدة. كما استهدفت أيضًا موقع الضهيرة بالصواريخ وقذائف المدفعية وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة.
كذلك، قامت عند الساعة 01:20 من اليوم الأحد، "باستهداف آلية عسكرية تابعة لجيش العدو الصهيوني في موقع بياض بليدا بالصواريخ الموجهة ووقوع طاقمها بين قتيلٍ وجريح".
وأيضًا، عند الساعة 11:20 من اليوم الأحد، قامت "باستهداف ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير بالصواريخ الموجهة والأسلحة المناسبة".
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنه "تمّ استهداف خلية حاولت إطلاق قذائف من لبنان باتجاه رأس الناقورة".
#عاجل القبة الحديدية تعترض مسيرة داخل الاراضي اللبنانية. جيش الدفاع يقصف بالمدفعية داخل لبنان
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 5, 2023
قبل قليل تم رصد مسيرة تقترب من داخل الاراضي اللبنانية نحو الاراضي الاسرائيلية حيث تابعتها انظمة الرصد والمراقبة وتم اعتراضها بنجاح في عمق الاراضي اللبنانية.
كما تم رصد اطلاق عدة…
وتمكنت الدفاعات الجوية في "المقاومة الإسلامية"، قرابة الحادية عشرة و35 دقيقة من صباح اليوم الأحد، من إسقاط مسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض - جو، ممّا أدى إلى سقوط أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرة أخرى منذ ساعات الصباح فوق أجواء النبطية، حاروف، زبدين، جبشيت، الدوير، الشرقية وتول.
قبل أن تتحول ركاما" !!#أسقطناها pic.twitter.com/HzPlIpPC3S
— علي شعيب || Ali Shoeib ?? (@alishoeib1970) November 5, 2023
ولوحظ أن المسيرة الثانية، حلقت لبعض الدقائق بعيد إسقاط الأولى قبل أن تنكفأ من سماء المنطقة.
واعتلى مئات المواطنين سطوح المنازل في البلدات المذكورة لحظة دوي انفجار الصاروخ، وسقوط المسيرة وارتفعت هتافات التكبير.