عربي

ممرض فلسطيني يروي مغامرات "طريق الموت" الى رفح: "لا وقت للحزن"

ممرض فلسطيني يروي مغامرات

كان الممرض الفلسطيني عبد السلام بركات داخل سيارة إسعاف يحاول نقل المصابين بكسور في الجمجمة والصدر من شمال غزة عندما وقعت انفجارات في أوقات مختلفة.

وتحدث بركات عن الضربات الجوية المروعة التي شنتها إسرائيل من حوله وبالقرب من مجمع الشفاء الطبي يوم الجمعة قائلا "كان كل شيء يهتز من حولنا. والحالات في الاسعاف تعاني من كسور معقدة".

وذكر بركات أن الضربة الأولى، التي وقعت عند ميدان على بعد دقائق قليلة من المجمع، أصابت مسعفا وراكبا في إحدى سيارات الإسعاف.

وأضاف أن الضربة الثانية، التي وقعت بالقرب من بوابة المجمع بينما كانت القافلة في طريقها إلى هناك بعد أن عدلت عن محاولة التوجه جنوبا، أصابت سيارة إسعاف أمامه، مما أسفر عن مقتل مسعف وآخرين كانوا بالقرب منه.

وبينما كانت الجثث في حمامات دماء على الأرض، فرت سيارة بركات من الفوضى وتوجهت إلى محطة الإسعاف المركزية على بعد 1.2 كيلومتر تقريبا وكانت ضربات أخرى تهزها في الطريق.

وأعادت سيارة الإسعاف المصابين في النهاية إلى مجمع الشفاء الطبي وهم في حالة أسوأ ولا توجد أي بوادر على إجلائهم قريبا.

 "لم يعد هناك مكان آمن"

قال مدير المستشفى محمد أبو سلمية إن 15 شخصا قتلوا وأصيب 60 في الهجوم على بوابة المستشفى.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة العاملة في غزة بالهجوم. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الحادث "بشع... ومستوى متدن جديد في تيار لا نهاية له من العنف غير المعقول".

ودعت حماس إلى تحقيق دولي من الاتهامات الإسرائيلية باستخدام المستشفيات.

عاد بركات إلى عمله اليوم الاثنين ليعالج المصابين بجروح خطيرة من دون كهرباء وفي ظل شح في الموارد الأخرى.

وقال بعد وقت قصير من تطهيره جرحا كبيرا في البطن لأحد الرجال مستخدما ما يشبه منديلا مطهرا صغيرا "هناك نقص كبير في المعدات الطبية والكهرباء، والرطوبة عالية جدا في المبنى".

جاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة ردا على هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل والذي تقول السلطات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1400 شخص. وتقول السلطات الصحية في غزة إن القصف أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص.

سكان المستشفى

وقال أشرف، وهو من سكان مدينة غزة ولجأ إلى مستشفى الشفاء لمدة ثلاثة أسابيع مع زوجته وأطفاله الأربعة، إنه ركض إلى الخارج عندما تعرضت قافلة الإسعاف للقصف.

وأضاف "عند باب المستشفى... كان الناس متناثرين... بين قتيل وجريح. وكان أحد أقاربي من بين القتلى أيضا. كان صغيرا جدا". ولم يرغب أشرف في ذكر اسم عائلته لأسباب تتعلق بالسلامة.

وأضاف "لا وقت للحزن. شاركت مع آخرين في نقل الجرحى إلى المستشفى... بعد أن قصفوا سيارات الإسعاف، لم يعد هناك مكان آمن بعد الآن".

رويترز

يقرأون الآن