إحتدمت الاشتباكات في مدينة غزة مع تقدم الجيش الإسرائيلي إلى عمق المدينة. وفيما اشتد القتال في محاور متعددة، أعلن الجيش الإسرائيلي السيطرة على مراكز قيادية لـ"حماس"، في حين أكدت "كتائب القسام" أنها قتلت جنوداً ودمّرت دبابات وآليات.
وترافق ذلك مع تضييق الجيش الإسرائيلي حصاره على جميع المستشفيات في شمال غزة، ومضى باتجاه المستشفى الوحيد الذي ظل يعمل جزئياً (مستشفى المعمداني)، في ظل تعمّق مأساة السكان المحاصرين الباقين في غزة بلا كهرباء ولا ماء ولا غذاء ولا دواء.
وتحاول إسرائيل السيطرة على مدينة غزة بالكامل في محاولة لخلق وضع أمني مشابه، كما يبدو، للضفة الغربية وبما يسمح لجيشها بتنفيذ اقتحامات وغارات وقتل في أي وقت يشاء.
وقال مصدر في الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة إن "قيادة المقاومة متنبهة لمحاولة إسرائيل خلق واقع جديد في قطاع غزة، لكن قواته لن تهنأ بدقيقة راحة هنا، وهي تواجه مقاومة ضارية ومستمرة ومتواصلة في كل المحاور وفي كل وقت، وتتكبد خسائر كبيرة". وأضاف المصدر: "غزة ستقاومهم حتى النهاية، ولن تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء".
وأعلنت "كتائب القسام" أن مقاتليها قضوا على 9 جنود إسرائيليين بينهم 7 قُتلوا "من مسافة صفر" شمال مدينة غزة، وجنديان "من مسافة صفر" في بيت حانون. وقالت "القسام"، في سلسلة بيانات، إنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، ودمرت دبابات وآليات وناقلات جنود، واستهدفت تجمعات للجيش الإسرائيلي بمضادات مختلفة للدروع والأشخاص.
واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل مزيد من جنوده، وقال إن الرقيب روي ماروم والرائد (احتياط) راز أبو العافية قتلا، وأصيب أربعة آخرون، ليرتفع إجمالي قتلى الجنود في العملية البرية شمال غزة إلى 46.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده استولوا على مراكز السيطرة المركزية ورموز الحكم لحركة "حماس" في مدينة غزة، وقتلوا عناصر من "القسام". وجاء في بيان للجيش: "حتى الآن عثرت قوات الفرقة 162 على ما يزيد على 160 فتحة أنفاق، وهاجمت نحو 2800 بنية تحتية وصفّت نحو 1000 من عناصر وقادة منظمة (حماس) . خلال الساعات الأخيرة، تم تحقيق السيطرة العملياتية على مخيم الشاطئ. في إطار نشاط الفرقة في قطاع غزة، قوات الفرقة 162 توغلت في ممتلكات استراتيجية وحيوية لمنظمة (حماس)، ومن بينها: موقع القوة 17، والمربع الأمني الحمساوي، ومستشفى الرنتيسي الذي استخدمته المنظمة الإرهابية للنشاطات العسكرية واحتجاز المختطفين وموقع بدر"، بحسب ما جاء في الإعلان الإسرائيلي.
وتحدث البيان أيضاً عن السيطرة على "مقرّ الشرطة الرئيسي، وكلية للهندسة، ومبنى منزل محافظ غزة، ومواقع تدريب ومكاتب أمنية إلى جانب مقر قيادة لواء الوسطى للقسام في مدينة غزة الذي كان يترأسه أيمن نوفل قبل أن يتم اغتياله في وقت مبكر من الحرب".
وبموازاة المعارك البرية، واصلت إسرائيل قصف مناطق مختلفة في قطاع غزة، بما في ذلك منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة الذي يفترض، بحسب الجيش الإسرائيلي، أنه منطقة آمنة.