بينما أقرت ميليشيا الحوثي بشن الهجوم على محطة وقود في محافظة مأرب الاستراتيجية والتي عرفت بـ "مجزرة الوقود"، ولاقت تنديداً دولياً واسعاً، شدد سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة المغربية، عز الدين الأصبحي، في تصريح صحافي لـ"العربية.نت"، أن عملية ميليشيا الحوثي في قصف التجمعات المدنية الممنهجة في مناطق متفرقة من البلاد تعد جرائم حرب مكتملة الأركان.
وأضاف أن صور المجزرة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خلال الساعات الماضية ما هي إلا دليل واضح على أن القصف الحوثي يعد جريمة حرب حسب القواعد القانونية.
كما لفت إلى أن التوقيت الزمني الذي جاءت به هذه الجريمة يشير إلى أن الميليشيا تضرب عرض الحائط أي محاولات للسلام وحل الأزمة، حيث اعتبر أنها تعمدت أن يكون القصف في نفس لحظة وصول وفد سلطنة عمان إلى صنعاء وفي أوج الدعوات الدولية والإقليمية التي تطالبها بوقف العنف ووقف إطلاق النار، والانخراط بجدية في مسار المفاوضات.
وأوضح أن أفعال الحوثيين تعتبر إشارة للعالم إلى أن هذه الميليشيا لا تفهم إلا خيار النار والحرب ولغة العنف للأسف، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي مقاربة أخرى في تعاطيه مع القضية اليمنية تتمثل بضرورة العمل بجدية على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ونزع سلاح الميليشيا واستعادة مؤسسات الدولة الشرعية، وفق قوله.
مبادرات السلام السعودية
وفيما يخص المبادرات السعودية الداعية إلى حفظ السلام في الداخل اليمني، أكد أن توجه المملكة للسلام يعد الخطوة المتميزة من أجل إيجاد استقرار لليمن، مثمنا حرص السعودية وجهودها لحل الأزمة.
كما تابع أن دور المملكة يعزز في اليمن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والتداخل الجغرافي والتاريخ المشترك.
يشار إلى أن 21 قتيلا بينهم أطفال لقوا حتفهم بعدما أصاب صاروخ باليستي محطة للوقود في مأرب الغنية بالغاز شمال البلاد والتي يستمر الحوثيون منذ أشهر بشن هجمات عليها على الرغم من كافة الدعوات الدولية لوقف الحملة العسكرية التي تهدد آلاف النازحين إلى المحافظة، هربا من النزاع.
جريمة حوثية في مأرب
وأفاد سكان في المدينة، بأن محطة الوقود المستهدفة غالبا ما يقصدها عسكريون للتزود بالوقود نظرا لقربها من المقر العسكري.
يذكر أن الميليشيا المدعومة من إيران صعدت في فبراير الماضي حملتها العسكرية للتقدم نحو مدينة مأرب الاستراتيجية الواقعة في محافظة غنية بالنفط بهدف وضع يدها على ثروات البلاد.
وعلى الرغم من تراجع حدّة المواجهات في الفترة الماضية على وقع مساعٍ دبلوماسية تقودها الأمم المتحدة وواشنطن، فإن الحوثيين ما زالوا يواصلون هجماتهم على المدينة بين الفينة والأخرى.