بدأت معالم الهدنة التي انتظرها العالم أجمع ودخلت حيز التنفيذ صباح اليوم الجمعة، تظهر على مناطق قطاع غزة، حيث كان الزحام سيد الموقف.
فقد شهدت مدينة رفح جنوباً حركة نشطة في الشوارع، خرج فيها السكان دون خوف من القصف أو الغارات متوجهين إلى الأسواق لشراء ما يحتاجونه وسط ترقب لما قد يحدث بعد انتهاء أيام الهدنة الأربعة.
أما الشمال، فأعلن فيه الجيش الإسرائيلي منع التجول، معتبراً أنه "منطقة حرب".
وأكد أن الحرب في قطاع غزة لم تنتهِ بعد، وأن تعليق النيران لأغراض إنسانية يأتي بشكل مؤقت.
في حين عاد آلاف النازحون إلى بيوتهم شمالاً وسط إطلاق النار عليهم من القناصة الإسرائيلية، ما أدى إلى إصابة أحدهم وصل إلى مستشفى الاقصى.
إلى ذلك، أتاحت الهدنة تدفقاً معقولاً للمساعدات بما فيها الوقود من خلال السماح بدخول 200 شاحنة تقريبا كل يوم، وهو معدل يقترب من نصف ما كان يدخل القطاع قبل السابع من تشرين الثاني/أكتوبر والذي تقدره الأمم المتحدة بنحو 500 شاحنة.
يأتي هذا بعدما ابتعد الطيران الحربي الإسرائيلي عن سماء غزة تدريجيا منذ بدء وقف النار صباح اليوم.
وأكدت معلومات صحافية دخول مئات الشاحنات إلى غزة عبر معبر رفح، وخروج سيارات الإسعاف ناقلة الجرحى إلى المستشفيات المصرية.
وفيما يلي تفصيل للوضع الإنساني في القطاع:
نزوح
هناك نحو 1.7 مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم ونزحوا داخل القطاع. ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنّ "قرابة مليون منهم يحتمون في مبان تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وعدد تلك الملاجئ 156 على الأقل".
والملاجئ مكتظة للغاية بما يفوق طاقتها بأكثر من أربعة أمثال، بعد أن فر عشرات الآلاف من المدنيين إلى جنوبي القطاع، هربًا من وطأة القصف الإسرائيلي في الآونة الأخيرة لكن الجنوب أيضًا تعرض لضربات جوية إسرائيلية شرسة قتلت وأصابت مدنيين.
وينام أغلب الرجال والشبان والفتية من النازحين في العراء قرب الجدران الخارجية للملاجئ. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنّ "بعض الأسر نصبت خياما خارج ملجأ في خان يونس".
المستشفيات
لا يعمل أي مستشفى في شمال قطاع غزة بشكل طبيعي، بسبب شدّة القصف ونقص الوقود. ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "إنّ ثماني من أصل 11 منشأة في الجنوب ما زالت تعمل وواحدة فقط منها متاح، فيها إجراء عمليات جراحية معقدة"، وفقًا لما تقوله منظمة الصحة العالمية.
وأشارت المنظمة أيضًا إلى أنّها "طلبت المساعدة لإخلاء ثلاثة مستشفيات في الشمال، وإنّ الخطط جارية في هذا الصدد".
وتقول منظمة أوكسفام الخيرية: "إنّ عدد الولادات المبكرة ارتفع بنحو الثلث تقريبًا على مدى الشهر المنصرم، في القطاع الذي تحاصره إسرائيل مع معاناة الحوامل من زيادة التوتر الشديد والصدمات النفسية".
إيصال المساعدات
تمّ فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، والسماح بدخول مساعدات محدودة منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، بينما ظلت باقي المعابر مع قطاع غزة مغلقة.
ودخلت من مصر، أمس الخميس، 80 شاحنة في المجمل محملة بإمدادات إنسانية.
وذكرت مصر أنّ "130 ألف لتر من الوقود وأربع شاحنات غاز، ستدخل يوميًا لقطاع غزة مع بدء الهدنة وكذلك 200 شاحنة مساعدات".
المياه
سمحت عمليات إيصال للوقود في الأيام القليلة الماضية، بإعادة تشغيل بعض آبار المياه ومحطات الضخ جنوبي قطاع غزة. لكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يقول إنّ "هناك مخاوف شديدة من الجفاف شمالي القطاع، حيث لا تعمل محطة تحلية المياه ولا خط المياه من إسرائيل".
وأضاف: "إنّ محطات معالجة مياه الصرف لا تعمل بكامل طاقتها، بسبب أضرار لحقت بها ونقص الوقود وتنتشر مياه الصرف في الشوارع قرب رفح منذ الأيام القليلة الماضية".
الوقود
تسمح إسرائيل بدخول كميات محدودة يوميًا من الوقود لقطاع غزة من مصر. وتمّ إيصال 75 ألف لتر أمس الخميس.
وتوزع الأونروا الوقود لدعم توزيع الأغذية، وتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات المياه والصرف والملاجئ والخدمات الضرورية الأخرى.