خرج فلسطينيون كثيرون من الملاجئ المؤقتة اليوم الجمعة وسط شعور بالسعادة يعكر صفوه إحساسٌ بالقلق، مع بداية وقف إطلاق النار الذي يستمر لأربعة أيام في غزة ليبدأوا رحلة عودة طويلة إلى بيوتهم في شمال القطاع.
وفي مدينة خان يونس في جنوب القطاع حيث تقيم آلاف الأسر النازحة من شمال غزة الذي تعرض لقصف شديد، اكتظت الشوارع بأشخاص يحملون متاعهم.
وتوجه المئات نحو الشمال، على الرغم من إلقاء إسرائيل منشورات تحذرهم من العودة إلى منطقة وصفتها بأنها ما زالت منطقة حرب خطيرة.
وحمل رجال ونساء وأطفال متاعهم في حقائب بلاستيكية وأكياس تسوق وحقائب ظهر. وجلست إحدى الأسر فوق عربة يجرها حمار تكدست بالمتاع.
وتطلع بعض الناس إلى السماء وكأنهم يتأكدون من أنهم في مأمن من هجمات الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وعبر أحمد وائل، وهو يمشي بخطوات واسعة حاملا حشية كبيرة على رأسه، عن سعادته وارتياحه قائلا إنه سيعود إلى منزله ويشعر ببعض الطمأنينة بعد إعلان وقف رسمي لإطلاق النار لمدة أربعة أيام. وأضاف أنه يفضل العودة على العيش في الخيام لأنه سئم المكوث دون ما يكفي من الطعام أو الماء وإنه في المنزل سيكون بوسعه شرب الشاي وصنع الخبز.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى، ومن بين هؤلاء معظم سكان مدينة غزة وبقية النصف الشمالي من القطاع الذي تحول إلى منطقة خراب بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وحتى خان يونس، المدينة الرئيسية في الجنوب، لم تعد آمنة. وتحول عدد كبير من مبانيها إلى أنقاض، بعد أن دمرتها الضربات الإسرائيلية.
وعبرت سعاد أبو نصيرات، من سكان خان يونس، عن سعادتها بإمكانية العودة إلى المنزل بعد مرور هذه الفترة لرؤية الأهل والمعارف، لكنها قالت أيضا إنها مازالت مترددة وخائفة.
وأضافت أن هدنة أربعة أيام ليست كافية وأنها قلقة على الذين ما زالوا هناك ودعت أن يربط الله على قلوبهم بالصبر.
وعبرت وكالات الأمم المتحدة عن أملها في أن تسمح الهدنة بتدفق المساعدات إلى شمال غزة للمرة الأولى منذ أسابيع.
* البعض يفضلون البقاء
قالت آلاء المبشر التي كانت تجلس خارج مركز طبي في خان يونس مع أطفالها إن الحي الذي تعيش فيه في مدينة غزة أصبح أطلالا.
وعبرت عن الأسى الذي يعتصر قلبها وهي ترى الناس يأتون ويذهبون وقالت إن كل ما تريده هو أن تعود ولو لساعة واحدة فقط لترى منزلها وحيها ومدينة غزة وما حدث لها.
وقالت إن أسرتها لم تحمل من المتاع إلا بعض الملابس الصيفية لكنهم يقيمون الآن في مدارس في ظروف جوية صعبة حيث يعانون من برودة الجو والطقس العاصف والممطر بدون حتى ملابس تقيهم البرد.
وأضافت أن الإقامة في الملاجئ أنهكتهم نفسيا لأنهم يقفون في طوابير أمام الحمام وأمام المخبز، واصفة الحياة على هذا النحو بأنها لا تطاق.
ويقول بعض الفلسطينيين في خان يونس إنهم سينتظرون حتى نهاية الحرب قبل العودة إلى ديارهم.
وقال أحمد قبلان (80 عاما) إنه يخشى العودة لأن الهجمات قد تعود ثانية وقد يلقى حتفه هناك. وأكد أنه لن يعود إلى منزله إلى الشرق من خان يونس إلا بعد انتهاء الحرب.
ومضى يقول إنه لا يثق في وعود إسرائيل، ولا يصدق أنها ستفي بوعودها ولو لساعة واحدة.
رويترز