أكد الكاتب والمحلل السياسي المصري رامي الزهدي أن الانتخابات في مصر وفي اي دولة هي عنوان الديمقراطية وإشارة الى قوة وثبات الدولة.
وأشار في مقابلة خاصة مع موقع "وردنا" الى أن العملية الديمقراطية في تحسن مستمر.
واضاف "لم يكن من الممكن أن يتم التحول بشكل سريع من اللاديمقراطية الي الديمقراطية الكاملة، وتظل نسب المشاركة قياسا الى الأرقام المسجلة والسابقة معيارا هاما لجودة العملية الانتخابية، لن تعود عقارب الساعات للخلف وما حدث من قبل من سيطرة فصيل او غيره على النظام في مصر لن يحدث ثانيا لأن الشعب لم يعد يقبل بذلك، وبقي ان كل الاحتمالات واردة لكن تظل ارادة الصندوق حاكمة".
وعن استمرار الرئيس السيسي في الحكم ومدى مساهمة ذلك في استكمال مسيرة النهوض، أكد الزهدي أن "التجربة التنموية لم تكتمل حتى الآن وبالتالي من العدالة ان يستمر الرئيس عبد الفتاح السيسي التجربة بترشحه مرة أخرى، ويبقى للشعب ان يقرر، لكن تخلي الرئيس عن الترشح كان سيؤدي حتما الى تعطل خطط تنموية متعددة، بغض النظر ان تقييم البعض لجودة او أهمية هذه الخطط، قد يختلف البعض على نتائج الرئيس السيسي التي تحققت الا ان حجم العمل والمجهود المبذول غير مسبوق في تاريخ الدولة المصرية سواء من الرئيس او من مؤسسات الدولة المختلفة، لكن بالتأكيد هناك سلبيات وظروف اقتصادية صعبة ولا احد يستطيع انكار ذلك على اجماله".
التحديات التي تواجه مصر
وسألنا المحلل الزهدي عن التحديات التي تواجه مصر في المرحلة المقبلة، فأكد أن "نهج الرئيس السيسي هو دعم أداة وأليات عمل مؤسسات الدولة واصلاحها وتقوية اركانها، وكلما وفق الرئيس في ذلك سابقا ومستقبلا كلما استطاع مواجهة الظروف الصعبة المحيطة بالدولة المصرية سواء جغرافيا او سياسيا او اقتصاديا".
وعن المتربصين بمصر واقتصادها أشار الكاتب المصري الى أن "الصراع العالمي الحالي اقتصادي في مضمونه والدول ذات الاقتصاديات الناشئة تكون دائما ضحية صراع الدول الكبري وهو حال مصر ودول عديدة في العالم، مصالح متعددة لأطراف دولية ضد مصر بشكل مباشر او غير مباشر تجعلها تضغط دائما علي الجانب الاقتصادي لوضع مصر في مواقف تفاوضية صعبة".
المعارضة في مصر وخطر التنظيمات الارهابية
في موضوع المعارضة المصرية ومدى تأثيرها، شدد الزهدي على ان "المعارضة في مصر ليست في اجمالها ضعيفة لكن أداء بعض المعارضين في مصر يبعث على الريبة، بسبب تركيز البعض على المزايدات أكثر من الانتقادات الموضوعية، وعلينا أن نميز جيدا بين المعارضة البناءة والمزايدات والمعارضة السياسية (أي ضد النظام برمته).
وتحدث الزهدي عن علاقة القاهرة بدول المنطقة والجوار "دبلوماسية القيادة المصرية تظل دائما في افريقيا والمنطقة العربية هي الأكثر تأثيرا في علاقات الدول، ورغم أداء الرئيس المصري المؤثر خارجيا لكن مؤسسية الدولة المصرية ايضا حظيت بفرص ايجابية مضاعفة للمساهمة في تعظيم دور مصر الإقليمي والدولي، وبالتأكيد قوة وثبات مصر خارجيا ينعكس ايجابا على الداخل المصري لان تقييم اداء اي رئيس لاي دولة يعتمد في جزء كبير منه على اسلوب ونتائج ادارته للملفات الخارجية لدولته ولطريقة تعاطيه وتفاعله مع المشكلات والأزمات."
وأضاف "خلال الفترة الماضية أثبت الرئيس السيسي وعبر شبكة علاقاته الخارجية، أنه قادر على مواجهة التحديات وعلى خوض غمار الحوار في كل المسائل العالقة، المحلية والإقليمية وهو لم يدخر جهدا في التواصل مع كل القيادات في المنطقة بغرض ابعاد المنطقة عن الصراعات وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب".
القاهرة لا تخشى واشنطن
وفي موضوع حساس جدا بالنسبة لمصر وأمنها أشار الزهدي الى أن "الولايات المتحدة الأميركية تستخدم الادوات نفسها، في التعامل مع الحلفاء المهمين مثل مصر، ادوات ضغط تقليدية بهدف توجيه الإرادة والإدارة المصرية في اتجاه الصالح الاميركي، الا ان مصر الآن اقوى ولم تعد مثل هذه الادوات تؤثر التأثير نفسه كما كانت في الماضي، قضايا حقوق الانسان، الديمقراطية والآن مياه النيل والنقد الاجنبي والقروض والمساعدات والمعونات كلها امور تؤثر لكن اقل تأثيرا من ذي قبل، بالتأكيد الجميع يجب ان يتعامل مع الولايات المتحدة بحذر، ليس الامر ان مصر تخشى الولايات المتحدة الاميركية، في الوقت الحالي لا يخشى احد احدا وتظل كلها اوراق ضغط تفاوضية بين الجميع واختفت مفاهيم التحالف الدائم وفي كل القضايا او العداء الكامل وفي كل القضايا واصبح الامر يختلف من ملف لأخر".