دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

إجتماع وزاري بمجلس الأمن الدولي... وتأكيد على وقف إطلاق النار في غزة

إجتماع وزاري بمجلس الأمن الدولي... وتأكيد على وقف إطلاق النار في غزة

أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إلى أنّ "قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية ملحمية"، وأضاف موجهًا خطابه للعالم "يجب ألاّ نغض الطرف".

وخلال اجتماع لمجلس الأمن برئاسة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قال غوتيريش: "هناك مفاوضات مكثفة جارية لإطالة أمد الهدنة في غزة، وهي تحظى بترحيب قوي من جانبنا، لكننا نعتقد أننا بحاجة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية".

وأضاف: "سكان غزة يعيشون في كارثة إنسانية ملحمية أمام أعين العالم، يجب ألا نغض الطرف".

وتوجه لمجلس الأمن، بالقول: "كل من يدعم وقف إطلاق النار يدعم بشكل أساسي استمرار حكم حماس في غزة".

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

وزير الخارجية الصيني

شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات أكثر نشاطا لإنقاذ الأرواح واستعادة السلام في فلسطين وإسرائيل من خلال العمل أولا على التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار "بأقصى قدر من الإلحاح".

وفي اجتماع مجلس الأمن، الذي تتولى بلاده رئاسته الدورية، قال إن الصين تأمل ألا تكون الأيام الماضية للهدنة "فجوة قبل جولة جديدة من العدوان، بل بداية لمزيد من الجهود الدبلوماسية من أجل وقف شامل ودائم لإطلاق النار"، مشددا على أن استئناف القتال في غزة "سيتحول على الأرجح إلى كارثة تلتهم المنطقة بأكملها".

وزير الخارجية الصيني وانغ يي

وأشار وانغ أيضا إلى أن حماية المدنيين "هي خط أحمر في القانون الدولي لا يمكن تجاوزه." وكرر معارضة الصين للعقاب الجماعي الذي يتعرض له سكان غزة والتهجير القسري الذي يستهدف المدنيين الفلسطينيين، ودعا في نفس السياق إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين.

ودعا وزير الخارجية الصيني إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية لإعادة تشكيل عملية متعددة الأطراف ذات مصداقية لحل الدولتين واستئناف المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل.

كما ودعا إلى عقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق، وأكد دعم بلاده الكامل لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وشدد وانغ على أنه "لا ينبغي لأي حل للأزمة الحالية أن يتعارض مع حل الدولتين أو ينتهك قواعد القانون الدولي أو قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة"، وأضاف أن "أي ترتيب يتعلق بمستقبل فلسطين يجب أن يعكس بشكل كامل إرادة الشعب الفلسطيني ويستوعب المخاوف المشروعة لدول المنطقة".

إسرائيل

وبدوره، ذكر الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان أن الحرب "يمكن أن تنتهي غدا وحتى اليوم، إذا أعادت حماس جميع الرهائن وسلمت جميع مقاتليها الذين شاركوا في المذبحة".

وأشار في كلمته، إلى أنه من الممكن التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار يستمر لعقود من الزمن، مضيفا: "اطلبوا هذا من حماس. هذا هو الحل".

ولفت إلى أن كل المناقشات "ركزت فقط على المساعدات الإنسانية، وهو أمر بالغ الأهمية، لكنها تتجاهل حماس أصل كل المعاناة في غزة"، وأضاف أن المزيد من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية "لن يجعلنا أقرب للحل".

الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان

وانتقد الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة إيران قائلا إنها سلحت ومولت ودربت حماس، قائلا إن "الدور المركزي الذي لعبه نظام آية الله في خراب المنطقة لم يتم التطرق إليه هنا".

وأضاف: "سنستمع اليوم إلى بعض وزراء خارجية الدول التي لم تدن مذبحة حماس"، مشيرا إلى أن المداخلات الوحيدة التي يمكن تثمينها هي من الأطراف التي أدانت "مذبحة حماس".

وانتقد أردان مسؤولي الأمم المتحدة الذين تحدثوا الأسبوع الماضي أمام مجلس الأمن بشأن الوضع في غزة، كما قال إنه تم تخصيص هذا الأسبوع بأكمله للتضامن مع الفلسطينيين، "على الرغم من أن كل هذا بدأ فقط لأن حماس نفذت مذبحة متعمدة وغير مبررة ضد الإسرائيليين".

وزير الخارجية السعودي

وفي المقابل، رأى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أن "الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة تتصاعد في المجتمع الدولي بما فيها رئاسة مجلس الأمن".

وأشار إلى أنه "لا بد من أن يتم إيصال المساعدات بشكل مستدام إلى قطاع غزة"، مؤكداً على "إسرائيل الاستجابة لمتطلبات السلام والاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وزير الخارجية الفلسطيني 

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الهدنة الحالية في غزة يجب أن تتحول إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، مشددا على أن ما شهده القطاع "ليست حربا، بل مذبحة لا يمكن لأحد أو شيء أن يبررها".

وقال خلال الجلسة، "إن إسرائيل قتلت أكثر من 15 ألف شخص - من بينهم أكثر من عشرة آلاف امرأة وطفل بالإضافة إلى أفراد من الطواقم الطبية والعاملين في المجال الإنساني وصحفيين – فيما استهدفت ملاجئ الأمم المتحدة وأماكن العبادة والمستشفيات على الرغم من الحماية المناطة لها بموجب القانون الدولي".

وتساءل عن عدد المرات التي يمكن للعالم فيها "أن يتحمل الفشل في اختبار الإنسانية في غزة وفي فلسطين؟"

وقال المالكي: "تعتقد إسرائيل أن هناك قانونا دوليا خاصا بها، مصمما ليتوافق مع جرائمها، وقانونا دوليا يسمح بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وقانونا دوليا لا ينطبق على أفعالها، بل على أساس هوية الجاني وهوية الضحية".

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي

وأشار إلى أننا أمام "مفترق طرق تاريخي" والوقت ينفد حيث "يتحول صراع سياسي قابل للحل إلى مواجهة دينية لا نهاية لها".

وذكر رياض المالكي أن الشعب الفلسطيني يواجه تهديدا وجوديا، "فمع كل الحديث عن تدمير إسرائيل، فإن فلسطين هي التي تواجه خطة لتدميرها، تنفذ في وضح النهار، وتسن في قوانين وسياسات، وينفذها الجنود والمستوطنون بوحشية. يتم محونا من الخريطة بكل ما للكلمة من معنى".

وشدد المالكي على أن إسرائيل تحاول حاليا "إنجاز المهمة" التي بدأتها في النكبة منذ 75 عاما، بدلا من الاقتناع بأنه "لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تقتلع الفلسطينيين من فلسطين، ولا فلسطين من قلوب الفلسطينيين أينما كانوا".

وجدد، دعوة حكومته "لتوفير الحماية الدولية والعمل لإنهاء الإفلات من العقاب ومنع تكرار الجرائم التي يتكبدها شعبها بشكل يومي".

وأكد المالكي أن "إسرائيل لا تملك الحق في الدفاع عن نفسها أمام شعب تحتله، مضيفا أنها "لا تبحث عن الأمن والسلام، بل تعتبر قيام دولة فلسطينية تهديدا استراتيجيا لها".

إلا أن المالكي أكد أن الانتقام ليس هو الحل، بل الحل يكمن في تحقيق العدالة، مشددا على أن حياة الفلسطينيين ليست أقل قدسية من حياة أي شعب آخر. وقال: "إن العدالة ستساعدنا على رسم طريق لا يُقتل فيه أي فلسطيني أو إسرائيلي".

وزير الخارجية الإماراتي

ومن جهته، أكد وزير دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة شاهين، إدانة بلاده وبأشد العبارات لما وصفها بـ"سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني، معبرا عن رفض الإمارات لـ"محاولات تهجير الفلسطينيين".

وأضاف في كلمة بلاده أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي، أن "مستقبل غزة وإدارتها يجب أن يظلا بيد الشعب الفلسطيني ولا يمكن القبول بأي فرضيات أو مخططات تسعى لفصل القطاع عن دولة فلسطين".

وشدد شاهين كذلك على ضرورة اعتماد المجتمع الدولي معايير واحدة من حيث إدانة انتهاكات القانون الدولي الإنساني، بما فيها القصف العشوائي للمدنيين والأعيان المدنية ومرافق الأمم المتحدة.

وزير دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة شاهين

وقال إن "الكيل بمكيالين حيال هذه المسائل يخلق الفوضى في نظامنا الدولي". وأضاف أن مشاهد الدمار الكامل في غزة "مفزعة"، وتكشف عن "كارثة إنسانية غير مسبوقة".

وأكد أن الهدنة التي توصل إليها الطرفان الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام ثم تمديدها ليومين إضافيين،"بادرة أمل يجب البناء عليها".

وشدد شاهين على أهمية ضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2712، ووضع آليات لمراقبة تنفيذ هذا القرار على نحو فعال.


يقرأون الآن