أعلنت السلطات الإسرائيلية اليوم الخميس أن امرأتين عادتا إلى إسرائيل بعد تسليمهما إلى الصليب الأحمر في مدينة غزة وأنه من المتوقع الإفراج عن مزيد من الرهائن في وقت لاحق في المساء عقب التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة مع حركة (حماس).
وأعلنت إسرائيل أن الرهينتين هما ميا شيم (21 عاما) التي احتُجزت خلال حفل راقص بصحبة كثير من الرهائن الآخرين المختطفين في غزة وأميت سوزانا (40 عاما). وتحمل شيم الجنسية الفرنسية أيضا.
واتفق الطرفان المتحاربان على تمديد وقف إطلاق النار ليوم سابع، بينما يواصل الوسطاء المحادثات لتمديد الهدنة لتحرير مزيد من الرهائن والسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
وأوقفت الهدنة القصف وسمحت بدخول بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد تحول كثير من أنحاء القطاع الساحلي الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة إلى أرض خراب جراء الحملة الإسرائيلية ردا على هجوم حماس المباغت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحماس مسؤوليتها عن إطلاق نار أسفر عن سقوط قتلى في القدس، ووصفت إسرائيل الهجوم بأنه دليل آخر على ضرورة القضاء على المسلحين، إلا أنه لا توجد علامات على أن الحادث يتسبب في تعثر الهدنة في غزة أو عرقلة الإفراج عن الرهائن.
وقالت إسرائيل، التي طالبت حماس بإطلاق سراح عشر رهائن على الأقل يوميا لاستمرار وقف إطلاق النار، في وقت سابق إنها تلقت قائمة في اللحظة الأخيرة بأسماء الذين سيُطلق سراحهم اليوم الخميس، مما سمح بإلغاء خطط استئناف القتال عند الفجر.
وأشارت حماس التي أطلقت سراح 16 رهينة مقابل 30 سجينا فلسطينيا أمس الأربعاء الى أن الهدنة ستستمر ليوم سابع.
وظهرت ميا شيم في مقطع فيديو للرهائن كانت حماس قد نشرته في أكتوبر تشرين الأول، وأظهرها المقطع وهي تتلقى العلاج على يد مسعف مجهول بسبب إصابة في ذراعها.
وقال والدها ديفيد للقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية اليوم الخميس إنه حينما يلتقيان لن يقول لها أي كلمة. وأضاف "لا أريد أن أوجه إليها أسئلة، لأنني لا أعلم ما تحملته".
بلينكن
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الموجود في إسرائيل في زيارته الثالثة للشرق الأوسط منذ بدء الحرب إن الهدنة "تثمر عن نتائج".
وأضاف في اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ "شهدنا خلال الأسبوع الماضي تطورا إيجابيا للغاية هو عودة الرهائن إلى ديارهم ولم شملهم بأسرهم. هذا يجب أن يستمر اليوم.
"كما أنها (الهدنة) مكنت من زيادة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المدنيين الأبرياء في غزة والذين هم في أمس الحاجة لها".
وقال مسؤولون أميركيون إن بلينكن أبلغ الإسرائيليين أيضا بضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين بمجرد استئناف الحرب.
وذكرت الهيئة العامة المصرية للاستعلامات أن مفاوضين مصريين وقطريين يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين.
وأطلق مقاتلو حماس حتى الآن سراح 97 رهينة خلال الهدنة، منهم 70 امرأة وطفلا إسرائيليا، في مقابل إطلاق سراح ثلاث نساء وفتيات فلسطينيات لكل رهينة إسرائيلية، بالإضافة إلى 27 من الرهائن الأجانب الذين أُطلق سراحهم في اتفاقيات موازية مع حكوماتهم.
ومع بقاء عدد أقل من النساء والأطفال الإسرائيليين في غزة، قد يتطلب تمديد الهدنة وضع شروط جديدة للإفراج عن رجال إسرائيليين، بينهم جنود.
مقتل ثلاثة في هجوم بالقدس
بعد وقت قصير من الاتفاق، قالت الشرطة الإسرائيلية إن مهاجمين فلسطينيين اثنين أطلقا النار على محطة للحافلات خلال ساعة الذروة الصباحية عند مدخل لمدينة القدس فقتلا ثلاثة أشخاص على الأقل. وأضافت الشرطة أنه تم "تحييد" المهاجمين.
وقال إيتمار بن غفير، وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، في موقع الهجوم "هذا الحدث يثبت مرة أخرى إلى أي مدى يتعين علينا ألا نظهر ضعفا، وأنه يتعين علينا ألا نتحدث مع حماس إلا في نطاق (البنادق)، ومن خلال الحرب".
وذكرت حماس أن المهاجمين ينتمون إليها وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن الهجوم ردا "على جرائم الاحتلال بقتل الأطفال والنساء في قطاع غزة".
لكن أيا من الطرفين لم يبد أنه تعامل مع الهجوم على أنه نقض صريح للهدنة. وقال مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الهدنة إن شروط الهدنة لا تنطبق على ما وصفها بأنها ردود على هجمات إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تحكم قطاع غزة ردا على هجوم الحركة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين.
* منازل مدمرة
بحسب الأمم المتحدة، ما يصل إلى 80 في المئة من سكان غزة أُجبروا على الخروج من منازلهم، بما في ذلك جميع سكان شمال القطاع تقريبا بعد أن أمرت إسرائيل بإخلائه بالكامل. وبمجرد انتهاء الهدنة، من المتوقع أن توسع إسرائيل حملتها البرية في الجنوب.
وتمكن سكان غزة من استغلال الهدنة التي استمرت أسبوعا للخروج، وزيارة منازلهم التي أصبحت ركاما وانتشال عشرات الجثث من تحت الأنقاض. لكن سكانا ووكالات دولية يقولون إن المساعدات التي وصلت حتى الآن لا تغني في شيء أمام الاحتياجات الإنسانية الهائلة للقطاع المحاصر.
وما زال الذين فروا من شمال قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، ممنوعين من العودة. وتنام آلاف العائلات في ظروف قاسية في ملاجئ مؤقتة مع ما تيسر لديها من متعلقات.
وتساءل محمد جودت (25 عاما) وهو من سكان غزة، متحدثا من دير البلح بجنوب القطاع، عن جدوى هدنة لا يستطيعون فيها العودة إلى منازلهم. وأضاف جودت أن جنودا إسرائيليين أطلقوا عليهم النار حين حاولوا العودة لتفقد منازلهم في مدينة غزة.
وقال مسؤولون أميركيون أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة تحث إسرائيل على تضييق نطاق منطقة القتال وتحديد الأماكن التي يمكن للمدنيين الفلسطينيين أن يجدوا فيها الأمان خلال أي عملية إسرائيلية في جنوب غزة لمنع تكرار سقوط عدد القتلى الهائل في الهجمات الإسرائيلية على شمال غزة.
ويستضيف الأردن مؤتمرا تشارك فيه وكالات الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة والإقليمية والدولية اليوم الخميس لتنسيق المساعدات لغزة.