News

ماذا وراء وصف السوداني مستهدفي السفارة الأميركية بالإرهابيين

ماذا وراء وصف السوداني مستهدفي السفارة الأميركية بالإرهابيين

كان بيان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ضد عملية قصف السفارة الاميركية "ملفتًا"، فربما من الغريب ان تكون الحكومة التي توصف بأنها "حكومة الإطار التنسيقي"، تصف منفذي عملية قصف السفارة بـ"الإرهابيين".

واعتبر السوداني في بيان على خلفية قصف السفارة الأميركية، أن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف، ومهما كانت الادعاءات والأوهام التي تقف وراء هذه الأفعال المشينة"، مبينا ان "هذه المجاميع المنفلتة، الخارجة عن القانون، لا تمثل بأي حال من الأحوال إرادة الشعب العراقي، ولا تعكس القرار العراقي الوطني الذي عبرت عنه الحكومة العراقية في مناسبات رسمية عدة، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي أعمال إرهابية".

وبعد بيان السوداني اصدرت كتائب حزب الله في العراق بيانا شديد اللهجة، توعد بتصعيد المواجهة وأضاف "المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراق ابو علي العسكري، إن عمليات الاستهداف للقواعد الاميركية في العراق وسوريا امس الجمعة "هي بداية لقاعدة اشتباك جديدة".

وأضاف العسكري في قناته على "تلغرام"، أن "عملياتنا الجهاديـة ضـد الاحتلال الأميركي ستستمر حتـى إخـراج آخـر جندي لـه مـن أرض العراق، وإذا أرادت الحكومة العراقية التفاوض معـه لإخراج قواتـه مـن البلاد، فلا نمانع ذلك، وإن كنا نجزم إنها كذبة أخرى من أكاذيب الأميركان ولن تنطلي علينا".

واوضح "نجـدد تأكيدنا إن أي حماقـة مـن العـدو الأميركـي سـتواجه بـرد مضاعف، وتوسيع للعمليات، ولن تثنينا تخرصات المرجفين والمنبطحين عن أداء واجبنا الشرعي والوطني تجاه بلدنا وأمتنا".

الاكاديمي العراقي عصام الفيلي، استعرض اسباب وصف السوداني استهداف السفارة الأميركية بالعمل الإرهابي.

وقال الفيلي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان واضحا في ردة فعله على قصف السفارة الأميركية ببغداد يوم امس من خلال ما تضمنه بيانه الرسمي من خلال وصف العملية بالارهابية وهذا الامر جاء لسبب بسيط هو فك شبهة الماضي من ازدواجية السياسة والسلاح، وإظهار لالتزامات بغداد بأن حماية البعثات والقنصليات على عاتقها، بل ذهب الى اجراءات عاجلة من خلال تغير الفوج الرئاسي بقوة اخرى يرافقها بيان الاطار الذي وصف العملية بالارهابية".

وحول ما اذا كان هذا الوصف تجاه قصف السفارة، ووصف منفذيه بـ"الإرهابيين"، سيغضب إيران، اوضح الفيلي ان "السوداني سعى منذ توليه الى تحرير القرار العراقي والاعتماد على الداخل في رسم رؤيته من خلال جهود في معالجة هموم المواطنين في ملفات الصحة والفساد والفقر وهو يسعى لتأسيس قاعدة شعبية هي من تختاره وليس الاستقطابات الخارجية التي كانت تجري بتوافقات وتحدد بوصلة من يتولي المناصب العليا بعد 2003 لدرجة بان الكثير منها حاول التناغم معها طيلة الوقت".

واشار الى ان "تحرير السوداني من التأثير الخارجي عائد لنشأته الداخلية فهو لايمتلك اي جنسية ثانية"، لافتا الى ان "حديثه مع الاطار في اجتماع يوم امس كان واضحا وخرج باجماع لأول مرة في وصف ما حدث بانه عملية إرهابية بل ان بعض الاحزاب ذهبت الى ابعد من ذلك من خلال بياناتها".

وتابع ان "تهجم بعض القوى على السوداني يوم امس بكلمات غير لائقة تعكس وجود بان هناك من لايزال يؤمن بتعدد الرؤوس في الدولة العراقية ويخلق مشهداً خطيراً لذا ذهب السوداني في مسار المعالجة التي وجدت تفهم الإدارة الأميركية".

ويبدو أن هناك حدا فاصلا تحاول الحكومة والقوى السياسية المتمثلة بالاطار التنسيقي تناور حوله، بين الظاهر الالتزامات الدولية من جهة، وبين تسجيل موقف رافض للسياسة الأميركية تجاه دعم اسرائيل، بحسب مراقبين.

ويتمثل هذا الحد، بالرفض السياسي الواسع لاستهداف البعثات الدبلوماسية واتخاذ اجراءات صارمة تجاه هذا الأمر، في مساحة لاتجعل الحكومة العراقية "في حرج" امام الجماهير فيما لو اتخذت اجراءات عقابية ضد من يقصف السفارة الاميركية، على العكس مما يحدث فيما يخص قصف القواعد العسكرية التي يتواجد فيها الاميركان، حيث ان اي اجراء عقابي تتخذه الحكومة ضد قاصفي القواعد العسكرية، سيأتي ربما بنتيجة عكسية جماهيريًا، خصوصا مع تصاعد شعبية المقاومة نوعا ما ضد الجانب الاميركي بعد احداث غزة.

يقرأون الآن