وجد علماء الآثار وجدوا أدلة على طوب قديم من مادة البيتومين، يعود إلى العصر التوراتي، ما قد يكون دليلا على وجود برج بابل.
وأشارت صحيفة "اكسبرس" البريطانية في تقرير الى وجود روايات غامضة عن انه تم بناء البرج في ارض شنعار، أي في بابل، في مرحلة ما بعد وقوع الطوفان العظيم، في ما صار يعرف باسم العراق.
وتابع التقرير أن المؤرخين لا يؤكدون بشكل قاطع وجود البرج من عدمه، أو أنه مجرد شيء رمزي، اذا انه لم يتم العثور على أي أثر له في أي مكان.
وبرغم ذلك، قال التقرير إن هذا الوضع لم يمنع عددا لا يحصى من الباحثين من محاولة إثبات وجود برج بابل، وقد ساعدت مجموعة من الآثار التي تم العثور عليها في الموقع المفترض لبابل سابقا وما حوله، في هذه الأبحاث.
وأوضح التقرير أن أحد هذه الآثار هو اكثر ما اثار اهتمام العلماء إذ تم اكتشاف بعض "مواد البناء" التي وصفها بأنها "ليست عادية" على لبنة يعتقد انها تعود الى نفس الوقت الذي تم فيه تشييد البرج، مضيفا أنه بعد فحص دقيق، توصل العلماء الى ان الطوب كان يستخدم بأوامر من الملك نبوخذ نصر الثاني، وهو الرجل الذي يعتقد الباحثون أنه أمر ببناء برج بابل.
وذكّر التقرير؛ بأن الملك نبوخذنصر قرر في العام 586 قبل الميلاد، السيطرة على العوالم المعروفة وباشر بمحاولة الاستيلاء على مدينة القدس، وأسر العديد من العمال المهرة فيها، بالاضافة الى افراد الطبقة المتعلمة، وعاد بهم الى بابل، وفرض عليهم تشييد مدينة كبرى له.
ولفت التقرير إلى أن محاولة استكشاف رحلة هؤلاء الشاقة، وطبيعة وجودهم في بابل، يمكن أن يكشف عن موقع البرج، وهو ما رصده الفيلم الوثائقي "الأسرار غير المقفلة:برج بابل".
وتابع التقرير أن بعض الخبراء، مثل الدكتور ايرفينغ فينكل من المتحف البريطاني، يعتبرون أن هؤلاء الأسرى أجبروا على بناء برج بابل، لكنهم صاروا ينظرون إليه باعتبار أنه رمز يشير الى من اضطهدهم.
وبحسب الفيلم الوثائقي، فإن هناك "دليل مقنع في الرواية يدعم نظرية مفادها أن العبيد من اليهود شهدوا بناء البرج خلال فترة وجودهم في الأسر".
واشار التقرير الى ان اكتشاف الطوب البابلي الاصلي يبدو أنهم يعزز هذه النظرية، متحدثا عن بقايا تم اكتشافها أثناء الحفريات. ويقول الفيلم الوثائقي أن هذه الآثار تحمل "اثارا لمواد بناء غير عادية من ذلك الوقت: القار، والقطران القديم، والملاط ".
وتابع التقرير ان علماء الاثار يعلمون أن نبوخذنصر هو من أمر بصنع الطوب لان اسمه مختوم عليها، مضيفا أن هذا الاكتشاف كان ذلك بمثابة جوهرة التاج، إلا أنه بعدما أرسل الباحثون الطوب لتحليله، أذهلتهم النتائج.
ونقل التقرير عن الدكتور فينكل قوله إن "سفر التكوين يتحدث حرفيا عن أنهم يستخدمون الطوب بدلا من الحجر والقار"، مضيفا أن ما هو "متوفر لدينا هو لبنة واحدة وقارها الذي يتناسب تماما مع هذا السياق الخاص. لا يمكن أن يكون هناك شك في أن الحافز للقصة والسردية يجب أن يكون قد تبلور خلال منفاهم في بابل".
وذكر التقرير أن الباحثين يعتبرون أنه من الممكن ان يثبت ان البرج كان حقيقيا، وان وجوده مكتوب من جانب "السكان اليائسين في المنفى الذين اسرهم ملك لا يرحم".