إنخفضت أسعار النفط الخام، اليوم الخميس، إذ صعد الدولار الأميركي بعد أن ألمح مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى أنه ربما يرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما كان متوقعا، لكن الخسائر كانت محدودة بفضل انخفاض كبير في مخزونات الخام الأميركية.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت نحو دولارين، أو ما يعادل 3%، إلى 72.10 دولار للبرميل خلال التعاملات، بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ أبريل/نيسان 2019 في الجلسة السابقة.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي بنحو دولارين أو ما يعادل 2.76%، إلى 70.16 دولار للبرميل بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ أكتوبر،تشرين الأول 2018 في اليوم السابق.
لا تغيير في سياسة الفيدرالي.. تلميحات لرفع الفائدة في 2023أسواق المالاقتصاد أميركالا تغيير في سياسة الفيدرالي.. تلميحات لرفع الفائدة في 2023
وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى أواندا "أضحت أسواق الطاقة شديدة التمحور حول موسم سفر قوي في الصيف ومحادثات الاتفاق النووي الإيراني لدرجة أنها أصيبت بالصدمة جراء مفاجأة ميل مجلس الاحتياطي صوب التشديد النقدي".
وسجل الدولار الأميركي أقوى مكسب يومي في 15 شهرا بعد أن ألمح مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى أنه ربما يرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما كان مفترضا.
ويؤدي ارتفاع الدولار الأميركي لزيادة تكلفة النفط المسعر بالعملة الأميركية لحائزي العملات الأخرى، مما قد يضغط على الطلب.
خسائر محدودة
لكن خسائر أسعار النفط كانت محدودة إذ أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في أكبر مستهلك في العالم انخفضت بشدة الأسبوع الماضي إذ عززت مصافي التكرير العمليات لأعلى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2020، مما يشير إلى استمرار تحسن الطلب.
كما تلقت الأسعار الدعم، إذ زاد استهلاك المصافي من الخام في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، 4.4%، في مايو/أيار مقارنة مع نفس الشهر قبل عام ليصل إلى مستوى قياسي مرتفع.
مع ذلك، لا تزال سوق النفط تظهر علامات القوة مع انحسار الوباء. وقد أظهر تقرير حكومي أميركي أن مخزونات الخام المحلية تراجعت الأسبوع الماضي مع زيادة حركة التنقل. من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر إن النهج الحذر الذي تتبعه "أوبك+" لإحياء الإمدادات يؤتي ثماره، مشيرًا إلى أنه "متمسك بهذا الموقف".
اجتماع في يوليو
وارتفع النفط هذا العام، حيث وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى منذ 2018 في وقت سابق من هذا الأسبوع، إذ يمهد انتشار لقاحات Covid-19 الطريق لرفع القيود التي فرضت لتطويق الوباء. وحتى مع انتعاش الاستهلاك وسحب المخزونات، أعادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها جزءًا صغيرًا فقط من الإمدادات التي تم سحبها من السوق العام الماضي لإنقاذ الأسعار. ويجتمع التحالف المقبل في الأول من يوليو/تموز لوضع الاستراتيجية.
قال سوفرو ساركار، محلل الطاقة في بنك DBS المحدود: "اعتقدنا في البداية أن النفط سيصل إلى 70 دولارًا للبرميل، لكن يبدو الآن أن 80 دولارًا للبرميل خلال الربع الثالث أمر ممكن"، مشيرًا إلى الطلب القوي مع انفتاح الاقتصادات.
وأضاف: "من المرجح أن يؤثر تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي على سلع أخرى أكثر من النفط"، وفق ما نقلته "بلومبرغ".
إشارات صعودية
كانت هناك أيضًا إشارات صعودية من الاقتصادات الرائدة في آسيا. ففي الهند، التي عانت من موجة وحشية من الإصابات بفيروس كورونا، انتعشت مبيعات وقود الطرق فيها خلال النصف الأول من شهر يونيو. في الوقت نفسه، وصلت أسعار الوقود في الصين التي احتوت تفشي المرض إلى حد كبير، إلى مستوى قياسي الشهر الماضي.
وفي الولايات المتحدة، تراجعت مخزونات الخام المحلية للأسبوع الرابع، مع تخفيف ولايات من بينها كاليفورنيا القيود وانخفاض حالات الإصابة بالفيروس. وفي أكبر مركز إمداد في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، هبطت المخزونات إلى أدنى مستوياتها منذ مارس 2020.
وقالت Citigroup Inc في مذكرة إن التوقعات "لا تزال بناءة خلال الأشهر المقبلة، حيث من المحتمل أن يؤدي الطلب المكبوت إلى دفع الطلب العالمي على النفط لمستويات قياسية جديدة هذا الصيف". ويمكن أن ترتفع أسعار برنت إلى ما يزيد عن 80 دولارًا.
العربية