عربي

إسرائيل تقصف جنوب غزة... وأمراض فتاكة تلاحق النازحين

إسرائيل تقصف جنوب غزة... وأمراض فتاكة تلاحق النازحين

 واصلت إسرائيل اليوم الخميس قصفها لقطاع غزة على الرغم من تكثيف الدعوات الدولية لها لتقليل الخسائر البشرية من المدنيين بسبب القصف، مع تزايد انتشار الأمراض الفتاكة بين السكان النازحين.

ودمرت إسرائيل جزءا كبيرا من القطاع الفلسطيني. وأفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 18608 أشخاص وإصابة 50594 آخرين في ضربات إسرائيلية على غزة.

ويقول أطباء فلسطينيون ومنظمات إغاثة إن الغالبية العظمى من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم، مما جعلهم عرضة لأمراض منها التهاب المعدة والأمعاء والالتهاب الكبدي الوبائي من النوع إيه.

وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "ما يحدث هو أن الناس يفرون، ويضطرون إلى النزوح باستمرار، بعضهم نزحوا عدة مرات وكثير منهم ليس لديهم ما يحتاجونه من مستلزمات النظافة والكثير منهم لا يملكون ملابس شتوية".

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن القطاع الساحلي يواجه الآن كارثة صحية عامة بسبب انهيار نظامه الصحي وانتشار الأمراض.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية لين هاستينغز "إنها بيئة مثالية للأوبئة وكارثة صحية عامة".

وفي وسط رفح في جنوب القطاع الساحلي، أفادت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس في وقت مبكر من اليوم بسقوط 24 قتيلا في ضربة إسرائيلية أصابت منزلين. ولم يرد تأكيد حتى الآن من وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي لصحافيين إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي يزور المنطقة وسيكون في إسرائيل اليوم وغدا، سيتناول في مناقشاته مع الإسرائيليين الحاجة إلى أن تكون ضرباتهم ضد أهداف حماس أكثر دقة.

ولفت مسؤول أميركي آخر إن سوليفان التقى بمسؤولين سعوديين أمس الأربعاء وناقش بذل "المزيد من الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الاستقرار في أنحاء المنطقة والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس".

وخلص تقييم مخابراتي أميركي جديد نقلته شبكة سي.إن.إن إلى أن ما يقرب من نصف ذخائر الجو-أرض التي استخدمتها إسرائيل في غزة في حربها مع حماس كانت غير موجهة، وهو نوع من الذخائر التي لا تحتوي على أنظمة توجيه وتعرف أيضا باسم "القنابل الغبية".

وقالت الشبكة إن التقييم جمعه مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ونقلت لها مضمونه ثلاثة مصادر أُطلعت عليه.

وأضاف تقرير سي.إن.إن أن ما بين 40 بالمئة و45 بالمئة تقريبا من الذخائر جو-أرض التي استخدمتها إسرائيل والبالغ عددها 29 ألفا كانت غير موجهة، وأن البقية كانت ذخائر موجهة بدقة.

 مهاجمة ناقلة

لا تزال المخاوف قائمة من اتساع رقعة الصراع في المنطقة المضطربة أصلا.

فقد قالت مصادر بحرية أمس الأربعاء إن ناقلة نفط في البحر الأحمر تعرضت لإطلاق نار قبالة سواحل اليمن من مسلحين في زورق سريع واستهدفتها صواريخ. وهذه أحدث وقائع التهديدات على شريان الشحن الحيوي بعد أن حذرت قوات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن السفن من السفر إلى إسرائيل.

وقالت دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن تكلفة الحرب بين إسرائيل وحماس على الدول المجاورة لبنان ومصر والأردن من حيث الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي قد تصل إلى 10.3 مليار دولار أو ما يعادل 2.3 بالمئة، وقد تتضاعف إذا استمر الصراع ستة أشهر أخرى.

وقال مصدران مطلعان إن إدارة بايدن أرجأت بيع أكثر من 20 ألف بندقية أميركية الصنع لإسرائيل بسبب مخاوف من تزايد هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الخميس مقتل ثلاثة فلسطينيين في مداهمة إسرائيلية جارية بمدينة جنين ومخيم اللاجئين بالمدينة الواقعة بالضفة الغربية المحتلة.

وقبل هذه العملية، ذكرت الوزارة أن 275 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقالت الأونروا في منشور على منصة إكس أن ما لا يقل عن 288 نازحا في أماكن إيواء تابعة لها في غزة قُتلوا منذ ذلك الحين.

وأفاد موقع إلكتروني عسكري إسرائيلي بأن عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الهجوم البري وصل إلى 115، فيما أصيب أكثر من 600.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي لجنود مصابين خلال الاحتفال بعيد يهودي في رمات جان "بطولاتكم وبطولات أولئك الذين سقطوا للأسف ولم نتمكن من جلبهم إلى هذه المرحلة من إعادة التأهيل، هي النور الذي يطرد الظلام، وهناك الكثير من الضوء في هذه الغرفة".

احتجاجات ووقفات

نظم بعض موظفي إدارة بايدن وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض في وقت متأخر من أمس الأربعاء لدعوة واشنطن إلى دعم وقف إطلاق النار في غزة.

وحملت المجموعة المكونة من نحو 60 شخصا لافتة كتب عليها "أيها الرئيس بايدن.موظفوك يطالبون بوقف إطلاق النار".

وقال المشاركون بالوقفة في بيان ألقاه جوش بول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الذي استقال قبل بضعة أسابيع "لقد روعتنا الهجمات الوحشية التي وقعت في السابع من تشرين الاول/ أكتوبر على المدنيين الإسرائيليين، وروعنا الرد غير المتناسب من جانب الحكومة الإسرائيلية التي قتلت بشكل عشوائي آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة وشردت أكثر من مليون آخرين".

وشهدت نيويورك تنظيم مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المتبقين في غزة والبالغ عددهم 135.

ويقول معظم الإسرائيليين إنه ينبغي للجيش عدم التراجع عن هجومه المتواصل لسحق حماس.

وقال آدم سافيل من سكان القدس "إنه لأمر فظيع. فظيع أن يكون هناك هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين. لكن هذه هي الحرب وهذا ما يحدث في الحرب".

رويترز

يقرأون الآن