ذكرت مجلة "فوربس" الأميركية أن قرار الكونغرس الأميركي بتجهيز قوات البيشمركة الكردية، بأنظمة دفاع جوي، يلاقي ترحيباً، خصوصاً في ظل تعرض مطار أربيل الدولي إلى هجمات متكررة، وهي اعتداءات كانت تحصل حتى قبل سنوات من الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة "حماس".
وأوضح التقرير الأميركي أن "قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024" الذي أقره الكونغرس مؤخراً، يتضمن بنداً يتعلق بتجهيز قوات البيشمركة في إقليم كردستان بدفاعات جوية، مضيفاً أن مثل هذه الخطوة تثير الترحيب في الإقليم لأنه تعرض لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة من إيران والفصائل المدعومة منها خلال السنوات الماضية، وهي هجمات لم يكن لديها دفاع مضاد لها.
مطار أربيل
وتابع التقرير أن البند الوارد في مشروع القانون، الذي أقره مجلسا النواب والشيوخ في 14 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، والمتوقع أن يوقعه الرئيس جو بايدن ووزيرا الدفاع والخارجية، ينص على "وضع خطة عمل لتجهيز وتدريب قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة الكردية للدفاع ضد أي هجوم بالصواريخ والقذائف الصاروخية والأنظمة غير المأهولة، وذلك بحلول الأول من شباط/ فبراير 2024، وتنفيذها في غضون 90 يوماً من إعدادها".
وأشار التقرير إلى أنه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فقد تعرضت القوات الأميركية لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة في العراق وسوريا، مستهدفة قاعدة للقوات الأميركية في مطار أربيل الدولي، مذكّراً بأن هذا المطار تعرض قبل سنوات من بدء الحرب الحالية في غزة، إلى هجمات، حيث وقع الهجوم الصاروخي الأول في أيلول/ سبتمبر 2020.
واعتبر التقرير أن العديد من هذه الهجمات هدفها أن تُظهر للولايات المتحدة قدرات هذه الفصائل على ضرب أهدافها، حتى داخل الحدود الآمنة نسبياً لإقليم كردستان، وهو ما يعرض القوات الأميركية للخطر بشكل مباشر، مثلما جرى عندما أصابت طائرة مسيرة مفخخة قاعدة للأميركيين في المطار في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وكان من الممكن أن تؤدي إلى وقوع خسائر بشرية وأضرار كبيرة لو أنها انفجرت.
كما ذكّر التقرير بهجوم آخر وقع في 14 شباط/ فبراير 2021، استهدف المطار بوابل من 14 صاروخاً على القاعدة ومنطقة سكنية مجاورة، مما أسفر عن مقتل مقاول أميركي في القاعدة وإصابة مدني بجروح خطيرة، توفي متأثراً بهذه الإصابات.
كما وقع هجوم آخر في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري حيث اصطدمت طائرة مفخخة بمبنى غير مكتمل البناء، ولو كان مأهولاً لوقع عدد كبير من الضحايا.
المنطقة الخضراء
ولفت التقرير إلى أنه بخلاف حال الأحياء المحيطة بالمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد والتي تعرضت أيضاً لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، فإن الأحياء المحيطة بمطار أربيل تتضمن العديد من المباني الشاهقة، وهناك العديد منها قيد الإنشاء حالياً.
وأشار التقرير إلى أن المحللين قالوا إن الجنود الأميركيين سبق لهم أن تجنبوا إطلاق نظام "سي رام" المضاد للصواريخ وقذائف المدفعية والهاون خلال هجوم 15 شباط/ فبراير 2021 في مطار أربيل، لأنهم كانوا يخشون إصابة المباني المدنية الشاهقة القريبة بالخطأ.
الهجمات الإيرانية
وبالإضافة إلى ذلك، ذكّر التقرير بهجوم إيران بالصواريخ على مبنى سكني في 12 آذار/ مارس 2022، والذي أظهر استعداد إيران لاستهداف المناطق المدنية في كردستان بشكل مباشر، وذلك إلى جانب استهدافها للمنشقين الكورد الإيرانيين في منطقة كويا، والذي أظهر أيضاً دقة الصواريخ الإيرانية واستعداد طهران لمهاجمة الجماعات المعارضة في الإقليم بهذه الطريقة.
واعتبر التقرير أن هذه الهجمات الإيرانية، وغيرها، أظهرت بوضوح نقاط الضعف في إقليم كوردستان.
وتابع التقرير أنه في حين أن القوة الأميركية في مطار أربيل ستستمر في تأمين نقطة دفاع لقاعدتها باستخدام نظام "سي رام"، فإن الكورد بحاجة إلى دفاعات جوية أكبر.
ولفت إلى أن أية أنظمة دفاع جوي توافق الولايات المتحدة على تزويد إقليم كردستان بها لن تكون على الأرجح متقدمة مثل نظام "أم أي أم-104 باتريوت" الشهير والبعيد المدى، مشيراً إلى أن نظام الدفاع الجوي الأرضي الأكثر تطوراً حالياً لدى الجيش العراقي هو نظام "بانتسير-أس1" الروسي القصير المدى، لكن من المرجح أن تعارض بغداد حصول كردستان على أي نظام أكثر تطوراً مما لديها.
ولهذا، يرجح التقرير أن تقوم الولايات المتحدة بتزويد كردستان بأنظمة قصيرة إلى متوسطة المدى قادرة على مواجهة هجمات الفصائل الصاروخية والطائرات المسيرة والتي ستمتلكها كردستان بلا شك لأغراض دفاعية فقط، مشيراً إلى أن إيران ستحتج بالتأكيد، وهي كانت طلبت بالفعل توضيحات حول هذه المسألة عندما ظهر هذا البند المتعلق بالتسليح في البداية في وقت سابق من العام الحالي، إلا أنه من المستبعد أن تنظر طهران إلى امتلاك الإقليم لهذه الأسلحة على أنها بمثابة تهديد إستراتيجي.
وختم التقرير بالقول إن امتلاك البيشمركة مثل هذه الأنظمة إلى جانب بعض صواريخ أرض -جو التي تطلق من الكتف ضد الطائرات المسيرة التي قد تنشرها تنظيمات مثل داعش، "سيكون بلا شك أفضل بكثير من لا شيء، وقد وضع طال انتظاره".