يبدو أن سياسة دعم إسرائيل التي اعتمدها الرئيس الأميركي، جو بايدن، بدأت ترتد سلباً عليه بين صفوف الشباب المؤيدين للحزب الديمقراطي، لينذر عام 2024 بمشكلات قد تواجه سيد البيت الأبيض الحالي قبيل الانتخابات المقبلة.
فمنذ تفجر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في قطاع غزة، وقفت الولايات المتحدة التي لطالما كانت حليفة لإسرائيل، بقوة إلى جانب الحكومة الإسرائيلية.
كما قاوم على مدى الشهرين الماضيين الدعوات لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر الذي سويت أجزاء شاسعة منه بالأرض، وسط ارتفاع أعداد القتلى المدنيين الفلسطينيين إلى أكثر من 20 ألفا، ما فجر نحوه غضباً واسعاً.
إلى أن أظهر استطلاع حديث للرأي أن الناخبين لا يوافقون على نطاق واسع على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس بايدن مع الحرب المشتعلة في غزة، حيث بات الأميركيون الأصغر سنا أكثر انتقادا بكثير من الناخبين الأكبر سنا لسلوك إسرائيل ورد فعل الإدارة الأميركية على الحرب في عام 2016.
كما تشير الإحصائيات حول ما يجري في القطاع المحاصر إلى وجهات النظر المنقسمة بين مجموعات الناخبين الديمقراطيين التقليدية.
ولفتت إلى الصعوبة المستمرة التي يواجهها بايدن في الحفاظ على تماسك الائتلاف الذي بناه في عام 2020، وهو تحدٍ من المرجح أن يستمر حتى مع تزايد المؤشرات الاقتصادية الإيجابية ودوامة المشاكل القانونية حول مرشحه المتوقع والخصم الأبرز الرئيس السابق دونالد ترامب.
أما ترامب، فقد وجد الاستطلاع ذاته أن منافس بايدن الجمهوري والمرشح الأوفر حظا في الحزب الجمهوري، بات يجذب دعم 21% من الشباب الذين صوتوا لبايدن في عام 2020، والذين يتعاطفون مع فلسطين أكثر من إسرائيل، خصوصا أن الرئيس السابق كان وجه الشهر الماضي انتقادات شديدة اللهجة إلى إسرائيل حيال الحرب التي تشنها على قطاع غزة، إذ وصف ما يحدث بـ"الفظيع والرهيب"، وأعرب عن تضامنه مع الفلسطينيين في القطاع.
وتطرق ترامب -في مقابلة حينها، إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، واعتبرها أمرا لا يصدق.
كما شدد على أن الكثير من الناس يموتون، موجها انتقادات إلى الدعاية الإسرائيلية حيال الحرب، قائلا: "إسرائيل بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في العلاقات العامة، لأن الطرف الآخر يوجه لهم ضربة على هذه الجبهة".