رحب فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة بالقضية التي تقدمت بها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، قائلين إن الإجراءات فرصة لمحاسبة إسرائيل على هجومها العسكري في غزة.
وردت إسرائيل بغضب على الاتهامات الموجهة إليها ووصفت الاتهام بأنه "شديد التحريف" وقالت إن محاولة جنوب أفريقيا حملها على وقف هجومها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة ستتركها بلا دفاع.
لكن بالنسبة لعدد كبير من الفلسطينيين، تمثل هذه الاتهامات فرصة لجذب انتباه العالم إلى ما يعتبرونه قمعا تاريخيا مارسته إسرائيل لتعصف بحقوقهم الأساسية. وارتفعت أعلام جنوب أفريقيا في مدن كثيرة بالضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمام حشد في ميدان نيلسون مانديلا برام الله "إسرائيل قامت على الإجرام بحق شعبنا". وردد المحتشدون الذين تحدوا أمطار الشتاء هتافات الشكر لجنوب أفريقيا.
وقالت إسرائيل إنها شنت هجوما جويا وبريا للقضاء على حماس التي تحكم القطاع المحاصر بعد هجوم مقاتلي الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي تقول إسرائيل إنه تمخض عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة في اليوم الأكثر دموية في تاريخها الممتد 75 عاما.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 23400 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، قتلوا في القصف الإسرائيلي في الأشهر الثلاثة التالية للسابع من تشرين الأول/أكتوبر، ويعتقد أن نحو 7000 ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض.
وتقول إسرائيل إن القضية التي تقدمت بها جنوب أفريقيا تحاول استخدام مصطلح الإبادة الجماعية سلاحا لنزع مشروعية وجود دولة إسرائيل وتجاهل مسؤولية حماس.
وقالت جنوب أفريقيا للمحكمة أمس الخميس إن الهجوم الإسرائيلي يستهدف "تدمير السكان" في غزة. وأضافت أن الزعماء السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من "المحرضين على الإبادة الجماعية".
وقال عطية جوابرة (68 عاما)، أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة القدس في أبو ديس، إنه لطالما انتظر مثول إسرائيل أمام محكمة دولية بسبب جرائمها التي قال إنها تعود إلى الطرد الجماعي للفلسطينيين في حرب عام 1948.
وأضاف أن "الولايات المتحدة والغرب وضعوا إسرائيل فوق القانون على مدار تاريخها".
رويترز