دارت اشتباكات وُصفت بالعنيفة الليلة الماضية بين سرايا السلام التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وعصائب أهل الحق في مدينة الكوت.
وأفيد أن الاشتباكات اندلعت بعد تعرض امر لواء سرايا السلام في واسط ابو حسن لمحاولة اغتيال، وقد تدخلت قوى الأمن العراقية وأعادت الهدوء الى المدينة.
وكان استعرض المئات من عناصر "سرايا السلام"، ليل الخميس، في الشوارع الرئيسية بمدينة البصرة، وسط معلومات متناقضة عن هدف التحرك المفاجئ الذي جاء قبل ساعات فقط من انطلاق احتجاج شعبي يوم أمس السبت في بغداد ومدن أخرى.
وأظهرت مقاطع مصورة، تداولها ناشطون في مواقع التواصل، المئات من عناصر "السرايا" يستعرضون بأسلحة خفيفة ومتوسطة، ويتجولون في شوارع البصرة بعجلات نوع "بيك آب". وشل الاستعراض حركة المرور الطبيعية في الشوارع، حتى وقت متأخر من ليل الخميس، قبل أن تنسحب السرايا "تلقائياً".
وأفاد مصدر محلي من "سرايا السلام"، وقيادي محلي في "التيار الصدري"، بأن "الاستعراض مجرد ممارسة أمنية". لكنهما تحدثا عن معلومات تفيد بأن "ميليشيا مسلحة تنوي القيام بأعمال عنف في البصرة، عشية اندلاع تظاهرة بمناسبة الذكرى السنوية لحراك تشرين"، وأن استعراض السرايا كان "رسالة تحذير لها".
وحسب ناشط فيما يعرف بـ"تنسيقية الاحتجاج"، فإن "الناشطين تلقوا تهديدات بالقتل لمنعهم من تحريض الجمهور على الخروج في مظاهرة السبت، في وقت تتحاشى القوات الأمنية الرسمية أنشطة المجاميع المسلحة في المدينة.
ويشير ناشطون، ومصادر ميدانية مختلفة، بالاسم إلى "عصائب أهل الحق" في البصرة، بأنها تلاحق ناشطين في الحراك المدني وقيادات في التيار.
وقال مصدر ميداني، إن مسلحين من "العصائب" استعرضوا بأسلحتهم قرب القصور الرئاسية في البصرة، ما دفع "السرايا" إلى الرد بالمثل "وأكثر".
وحسب قيادات في "سرايا السلام"، فإن الممارسة تمت بالتنسيق مع القوات الأمنية لحماية المدينة من "فتنة خارجية"، على حد وصف مسؤول صدري.
ولم تتوقف المناوشات بين "السرايا" و"العصائب" منذ نهاية آب/ أغسطس الماضي، حين اقتحم أنصار "التيار" المنطقة الخضراء، في إطار حرب غير معلنة شهدت موجة اغتيالات متبادلة.
وخلال تلك المواجهات، حرصت الحكومة المحلية على التأكيد أن "الوضع تحت السيطرة".
وقال ناشطون من البصرة، غادروها قبل أيام، إن "أجواء المدينة جاهزة تماماً للانفجار (…) وقد نكون نحن (المدنيون) كبش فداء في هذا النزاع".