بعد تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، بدأت الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وبينما سارع الحلفاء الغربيون إلى شن ضربات على مواقع الجماعة في اليمن، فضلاً عن متابعة وفهرسة المزيد من الأهداف المحتملة بشكل يومي، وجدت سفن أخرى مخرجاً مغايراً.
فقد عمدت عدة سفن أجنبية إلى الإعلان عن روابط لها مع الصين لتجنب هجمات الحوثيين، وفقا لوكالة "بلومبيرغ".
وأطلق ما لا يقل عن 5 سفن تعبر الممر المائي المهم إشارات تدل على صلاتها ببكين، وذلك ضمن أحدث إجراء غريب أو استثنائي، تم اتخاذه لمحاولة تجنب تلك الهجمات.
كما بدأت السفن تؤكد وجود "طاقم صيني" على متنها أو شيء مشابه من ذلك كي تتجنب الضربات، في إشارة إلى أن الحوثيين لا يستهدفون السفن الصينية.
بدوره، نشر موقع "تانكرز" المختص بتتبع السفن تغريدة، شرح فيها الطريقة المثلى لتجنب تلك الهجمات. وقال الموقع إن وجهات السفن المتواجدة حاليا في البحر الأحمر وجدت حلا مثاليا، موضحا أن طواقم السفن أو الشركات المالكة للناقلات يعتقدون أن الارتباط بهذه الدولة الآسيوية (أي الصين) يمكن أن يساعد في تجنب الهجمات.
كما أضاف أنه عادة ما يتم إدخال وجهات السفن يدويا بواسطة الطاقم ومن ثم تكون مرئية لأي شخص تقريبا على الإنترنت، وكل ما على السفن فعله هو الإشارة إلى وجود ارتباطات صينية لها.
ويوجد حاليا خمس سفن من هذا النوع، أربع منها في البحر الأحمر.
تأتي هذه التطورات بعدما أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا، الأربعاء، دعا فيه إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مطالباً كذلك كل الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض عليهم.
إلا أن القرار الذي صاغته الولايات المتحدة واليابان واعتمده المجلس بأغلبية 11 عضواً، امتنع فيه 4 أعضاء عن التصويت بينهم روسيا والصين.
يذكر أن الهجمات على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر من قبل الحوثيين في اليمن كانت تصاعدت منذ أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التي لها صلات بإسرائيل للاحتجاج على حملتها العسكرية في غزة، ما أحدث اضطرابا كبيرا في مساحات واسعة من الأسطول التجاري العالمي.
كما انخفضت حركة عبور قناة السويس إلى أدنى مستوى منذ إغلاق الممر المائي بواسطة سفينة حاويات عملاقة في عام 2021، حيث اختارت العديد من السفن تجنب البحر الأحمر والإبحار بدلاً من ذلك آلاف الأميال حول إفريقيا لتسليم بضائعها.
يذكر أن اليمن كان شهد خلال اليومين المنصرمين أكثر من 60 ضربة أميركية وبريطانية دقيقة عبر الجو والبحر، طالت عشرات المواقع التابعة للحوثيين بهدف شل قدراتهم العسكرية التي هددت خلال الأشهر المنصرمة سلامة الملاحة في البحر الأحمر.
وتتوقع واشنطن أن تنفذ جماعة الحوثي رداً على تلك الضربات، لاسيما أنها حتى الآن لم ترد إلا بشكل طفيف، مطلقة صاروخاً واحداً بعيداً عن إحدى السفن العابرة بالبحر الأحمر، لم ينجم عنه أي أضرار، إلا أنها هددت بالمزيد قريباً.