رأس البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي اليوم الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، ولقد شارك في القدّاس قائد الجيش العماد جوزيف عون بعد أن التقى الراعي لشكره على مواساته بفقدان والدته.
واعتبر البطريرك الراعي في عظة ألقاها أنه "يجدر بكل مسؤول ان يدرك انه وكيل اقامه الشعب والدستور لخدمة الخير العام وان لم يدرك يكون خائنًا لمسؤوليته وللمواطنيين، مشدّدًا على أنه على المسؤول ان يكون امينًا وحكيمًا والقيام بالمسؤولية تحت نظر الله."
وقال: "ان لبنان بأمسّ الحاجة الى مسؤولين كبار متجردين لروح الخدمة، فقصر بعبدا الرئاسيّ بحاجة إلى مثل هذا الرئيس - المسؤول" مشيرًا الى أن "في الطائفة المارونيّة شخصيّات معروفة بوضوح من هذه النوعيّة من المسؤولين."
تصوير: عباس سلمان
وناشد البطريرك الراعي مجددا رئيس مجلس النواب فتح المجلس النيابي وانتخاب الرئيس، قائلًا: هذا هو الواجب الاوّل على ضميرهم الوطني وعلى نيابتهم بحكم الدستور. أمّا الإستمرار في الإحجام عن هذا الواجب فهو خيانة واضحة لثقة الشعب الذي وضعها فيهم يوم انتخبهم. فنرجو أن لا تتم فيهم المقولة الثابتة: "من اشتراك باعك".
وقال: "كفى إقفالًا لقصر بعبدا الرئاسيّ! وكفى إقصاءً للطائفة المارونيّة، وهي العنصر الأساس في تكوين لبنان!".
وتوجّه الى النواب، قائلًا: "قوموا بهذا الواجب الموكول إليكم من الشعب والدستور، وانتخبوا رئيسًا للدولة لكي تقوم من حالة نزاعها وتفكّك مؤسّساتها، وعلى رأسها مجلسكم النيابي الفاقد صلاحيّة التشريع، والحكومة فاقدة الصلاحيّات الإجرائيّة. كفّوا عن هرطقة "تشريع الضرورة"، و"تعيينات الضرورة"، واذهبوا إلى الضرورة الواحدة والوحيدة وهي انتخاب رئيس للدولة فتستعيد كلُّ مؤسساتكم وممارساتكم شرعيّتها."
تصوير: عباس سلمان
وأضاف: "فلبنان دولة عمرها مئة سنة ونيّف، اكتسب خلالها كرامةً واسمًا مشرفَا بين دول العالم. فكونوا على مستوى هذه الكرامة وأعيدوها إلى لبنان الكبير بقيمه، وإلى شعبه الكبير بكرامته."
وأكد البطريرك أنه "بالعودة الى الدستور يزول الخلاف وتزول المقاطعة وتضمن وحدة الوطن وتقف التهديدات الترهيبة على حساب الشراكة الوطنية والمساواة."
وختم عظته رافعًا الصلاة الى القديس شربل سائلًا إياه انتخاب رئيس ووقف الحرب في غزة.