تعرضت قاعدة "التنف" الأميركية على حدود الأردن وسوريا، الأحد، إلى هجوم أدى إلى مقتل 3 أميركيين وإصبة 25 جنديا، ولم تعلن أي جهة حتى الساعة مسؤوليتها عنه. فأين تقع تلك القاعدة؟ وما دورها وأهميتها بالنسبة إلى الأميركيين؟
قاعدة التنف هي قاعدة عسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تقع في منطقة التنف في سوريا، على بعد 24 كيلومترًا (15 ميلاً) غرب معبر التنف الحدودي مع العراق والأردن. تأسست القاعدة عام 2014 كقاعدة عمليات متقدمة لدعم عمليات التحالف ضد داعش.
وفقاً لمؤسسة "بروكينغز" الأميركية، هناك تكاليف ملموسة وغير ملموسة للحفاظ على الوجود الأميركي في التنف، إذ بلغت الميزانية المطلوبة لتدريب وتجهيز القوات المتمركزة في القاعدة، ومكافحة "داعش"، في عام 2020 وحده، نحو 200 مليون دولار، في حين أن التكاليف الحقيقية لصيانة القاعدة "أكثر تعقيداً".
وتتطلب حماية القاعدة قوات قادرة على حماية نفسها بقوة رد فعل سريعة، ودعماً مدفعياً، وقدرة طبية، وجهداً استخباراتياً قوياً لاكتشاف التهديدات، كما يتطلب تأمين قوة نيران قريبة أو تحت الطلب للردع.
ومن الناحية اللوجستية لا توجد طرق معبّدة إلى التنف؛ لذا تصل جميع الإمدادات جواً، أو عبر قوافل من خلال الصحراء.
تضم القاعدة حاليًا ما بين 200 و 300 جندي أميركي، بالإضافة إلى عدد غير محدد من القوات من الدول الأعضاء الأخرى في التحالف الدولي.
تُستخدم القاعدة لدعم مجموعة متنوعة من العمليات، بما في ذلك:
شن غارات جوية ضد داعش
تقديم المساعدة الإنسانية للسوريين النازحين
كانت قاعدة التنف هدفًا لعدد من الهجمات من قبل القوات الموالية للنظام السوري والفصائل المدعومة من إيران. في حزيران/ يونيو 2017 ، هاجم الجيش السوري القاعدة بقذائف المدفعية والصواريخ. في أيار/ مايو 2018 ، هاجمت طائرة مسيرة انتحارية القاعدة ، مما أدى إلى إصابة جندي أميركي.
على الرغم من هذه الهجمات، تستمر قاعدة التنف في العمل كقاعدة عمليات مهمة للتحالف الدولي. تلعب القاعدة دورًا رئيسيًا في الجهود المبذولة لدحر داعش في سوريا وتقديم المساعدة الإنسانية للسوريين المحتاجين ".
وقال مسؤول أميركي لرويترز،تحدث شريطة عدم كشف هويته، إنه يجري تقييم حالة 34 عسكريا على الأقل للاشتباه في إصابات رضية بالدماغ. وقال مسؤولان آخران إن بعض المصابين في صفوف القوات الأميركية جرى إجلاؤهم من القاعدة لتلقي مزيد من العلاج.
وقال مسؤول رابع إن الطائرة المسيرة قصفت منطقة قريبة من الثكنات العسكرية، وهو ما قد يفسر سقوط هذا العدد الكبير من القتلى إذا صحت هذه التصريحات.
ويمثل هذا الهجوم تصعيدا كبيرا للوضع المتوتر بالفعل في الشرق الأوسط، حيث اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم حركة حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وهو ما أدى، بحسب قول إسرائيل، إلى مقتل 1200 شخص. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الحملة العسكرية التي نفذتها إسرائيل بعد هجوم حماس تسببت في مقتل أكثر من 26 ألف فلسطيني.
ورغم اتخاذ واشنطن موقفا رسميا مفاده أنها ليست في حالة حرب بالمنطقة، فقد شنت ضربات ضد أهداف تابعة لجماعة الحوثي اليمنية التي تهاجم سفنا تجارية بالبحر الأحمر.
وقال متحدث باسم الحكومة الأردنية للتلفزيون الرسمي إن المسلحين استهدفوا قاعدة أخرى خارج الأراضي الأردنية.
وتقول مصادر في مخابرات غربية إن واشنطن منحت الأردن نحو مليار دولار لتعزيز الأمن على حدودها منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، وأرسلت في الآونة الأخيرة المزيد من المساعدات العسكرية لهذا الغرض.
ولم يتضح حتى الآن اسم الجماعة المدعومة من إيران التي ربما نفذت الهجوم، لكن عدة مسؤولين أميركيين قالوا إنهم لا يعتقدون أن قوات عسكرية إيرانية هي التي شنت الهجوم بالطائرة المسيرة.
وقال مسؤول آخر "بينما لا نزال نجمع الحقائق، فمن المؤكد أن هذا (الهجوم) من تنفيذ مجموعة مسلحة مدعومة من إيران".