كشفت صحف أميركية، مساء أمس السبت، عن قرب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة بين إسرائيل وحركة حماس، تشمل وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة، وفق تقرير مترجم لـ"عربي بوست".
وفي الوقت الذي كشفت فيه صحيفة "نيويورك تايمز"، أن مسودة الاتفاق التي تجري صياغتها تتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس على مراحل، مقابل وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية لمدة شهرين، فإن صحيفة "وول ستريت جورنال" أشارت إلى أن المدة قد تصل إلى 4 أشهر، مع تقديم ضمانات دولية بالتوصل إلى وقف شامل للحرب على قطاع غزة في نهايتها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، أن المفاوضين يقتربون من التوصل إلى اتفاق يمكن إبرامه خلال الأسبوعين المقبلين، مشيرة إلى أن مسودة اتفاق تجمع بين مقترحات حماس و"إسرائيل" قدمت مؤخراً، تجري حولها محادثات في باريس، اليوم الأحد، بين مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، ويليام بيرنز، ومسؤولين من قطر ومصر وتل أبيب.
وفقاً للصحيفة، فإن المفاوضين أبدوا تفاؤلاً حذراً بأن التوصل إلى اتفاق نهائي أصبح في متناول اليد، على الرغم من وجود خلافات مهمة يتعين حلها.
وعلى الرغم من أن الاتفاق المحتمل لن يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار الذي تطالب به حركة حماس مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، فإن المسؤولين المقربين من المحادثات يعتقدون أنه إذا أوقفت "إسرائيل" الحرب لمدة شهرين، فمن المرجح ألا تستأنفها بالطريقة ذاتها التي اتبعتها سابقاً، وستمنح الهدنة نافذة لمزيد من الدبلوماسية التي يمكن أن تؤدي إلى حل أوسع.
محادثات من ثلاثة مسارات
الصحيفة ذاتها أشارت في تقرير آخر، إلى أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والعرب يسعون إلى صياغة ثلاث اتفاقيات متوازية ومترابطة، وتضع تصوراً لمرحلة ما بعد الحرب، إلى جانب التزامات بإنشاء دولة فلسطينية.
المسار الأول من النقاشات، يركز على التوصل إلى وقف إطلاق النار، ويشمل الإفراج عن 100 أسير إسرائيلي لدى المقاومة في غزة، مقابل آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
أما المسار الثاني، فيركز على إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، ويبحث المسؤولون الأميركيون والعرب إصلاح قيادتها، وتوليها السيطرة على غزة بعد انتهاء الحرب.
أما المسار الثالث، فيضغط المسؤولون الأميركيون والسعوديون على "إسرائيل" للموافقة على شروط إنشاء دولة فلسطينية، مقابل قيام الرياض بإقامة علاقات رسمية معها، على حد زعم الصحيفة.
الصحيفة ذكرت أن هناك عقبات كبيرة في كل مسار، والأمر الأكثر أهمية هو أن الحكومة الإسرائيلية تقول إنها لن تسمح بالسيادة الفلسطينية الكاملة، مما يثير الشكوك حول ما إذا كان من الممكن إحراز تقدم على الجبهات الرئيسية.
ويتداول المسؤولون أفكاراً كثيرة، أغلبها مؤقتة أو بعيدة المدى، أو تعارضها بشدةٍ بعض الأطراف، ومنها: أولاً، نقل الصلاحيات داخل السلطة الفلسطينية من الرئيس الحالي، محمود عباس، إلى رئيس وزراء جديد، مع الاحتفاظ بدور شرفي، وثانياً: إرسال قوة حفظ سلام عربية لدعم الإدارة الفلسطينية الجديدة هناك، وثالثاً: إصدار قرار في مجلس الأمن، بدعم من الولايات المتحدة، من شأنه أن يعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
وصحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكرت أن المبادرة الجديدة، التي تقودها الوساطة العربية، تشمل وقف إطلاق النار لمدة أربعة أشهر، ونقلت عن مسؤولين مصريين أن الاقتراح يتضمن هدنة أولية لمدة ستة أسابيع، تفرج خلالها حركة حماس عن النساء وكبار السن، مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وتزيد من حجم تدفق المساعدات إلى القطاع.
وفقاً للصحيفة، فإن المرحلة الثانية من الهدنة تشمل إفراج حركة حماس عن مجندات إسرائيليات، ثم تطلق سراح الجنود الذكور وجثث القتلى.
بالمقابل، ستحصل حركة حماس على ضمانات من الجهات الدولية، ومنها الولايات المتحدة، بأنه سيتم التوصل خلال الهدنة إلى اتفاق شامل من شأنه أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب.