عرضت صحيفة التايمز تقريرا لمراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، بعنوان "المواد الغذائية والأدوية تنفد في لبنان في ظل انهيار الاقتصاد".
ويقول الكاتب "هناك العديد من الأسباب وراء انهيار الاقتصاد اللبناني، الأسوأ من حيث القيمة المطلقة من انهيار وول ستريت، ويقال إنه لم يسبق له مثيل من حيث الحجم بالنسبة لدولة واحدة في التاريخ".
ويضيف "قبل عامين، كان حوالى 26% من السكان يعيشون في فقر، وفقا لتقديرات البنك الدولي، مما يؤكد صورة لبنان كدولة مزدهرة مع وجود طبقة وسطى مهيمنة غير معتادة في العالم العربي غير الغني بالنفط".
أما هذا الشهر، فقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، إن 77% من الأسر ليس لديها ما يكفي من المال لشراء الطعام، وفق الكاتب.
ويذهب الكاتب في تحليله للوضع اللبناني قائلا إن البلاد "عالقة في صدع جيوسياسي: سكانها الشيعة موجودون في معسكر إيران وسوريا. السنة مدعومون تاريخيا من السعودية وأخيرا من قبل القوى الغربية. مسيحيوها ممزقون بين الشرق والغرب".
ويقول "لكن السبب المباشر للانهيار هو تواطؤ جميع الأطراف الرئيسية في صفقة للحفاظ على مستويات المعيشة. اقترض البنك المركزي المزيد من الأموال من البنوك الخاصة لدفع ثمن الواردات ودعم البنزين والأساسيات الغذائية والأدوية. ثم انهار الصرح العام الماضي تحت وطأة هذا الثقل".
ويشرح الكاتب "البلاد لديها الآن ثلاثة أسعار صرف فعالة، والتي تضافرت مع الدعم المستمر لخلق جنة للمهربين. يتم شراء الوقود بأسعار مدعومة بالسعر الرسمي، وبيعه إلى سوريا حيث سعره أعلى بخمس مرات، ويتم تحويل الدولارات الناتجة إلى العملة اللبنانية بسعر غير رسمي الآن أعلى بـ 13 مرة من السعر الرسمي. بينما تستمر الطوابير في محطات الوقود لمدة تصل إلى أربع ساعات".
ويقول "في لبنان، تستقبل المنازل زيارات من 'رجل المولّد' و'رجل الإنترنت' والآن حتى 'رجل البنزين'، ليجلب عبوات سعة 20 لترا إلى أبوابها، طالما لديهم عملة أجنبية لدفع ثمنها".
وينقل الكاتب عن أدهم المعماري، مدير مستشفى دار الزهراء في طرابلس، قوله إن حقيقة اضطراره لاستخدام السوق السوداء لشراء وقود المولدات هي أقل ما يقلقه. "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ثلث أطبائه قد غادروا لتولي وظائف أكثر ربحية في الخارج".
"كما يتم تهريب الأدوية إلى الخارج وتخزينها أيضا. في إحدى الصيدليات، كانت فؤادى ياسين، 50 عاما، تتوسل للحصول على عقار فاستاريل لأمها المسنة، فيما أصبح مهمة يومية"، يقول الكاتب.
وقد اعتذر سعد الحريري عن تشكيل حكومة جديدة "بعد 11 شهرا لأن الرئيس ميشال عون لن يقبل حكومته المقترحة. كان المأزق متوقعا: الحريري، السياسي السني المهيمن، كان يأمل في استغلال الأزمة لتحدي هيمنة التحالف القوي المتزايد بين التيار الوطني الحر بزعامة عون، أكبر حزب مسيحي، وحزب الله"، يخلص الكاتب.
ويختم "حسان دياب، الذي يتولى منصب رئيس الوزراء 'بالإنابة' منذ استقالته رسميا بعد انفجار بيروت، يقول إنه غير مخول لتغيير نظام الدعم أو حتى الأمر بمراجعة حسابات البنك المركزي. دون هذه الإصلاحات، لن ينقذ صندوق النقد الدولي ولا الحكومات الأجنبية لبنان".
بي بي سي/التايمز