يخوض منتخب قطر المضيف وحامل اللقب مواجهة حاسمة في طموح بلوغ المباراة النهائية، عندما يتقابل مع إيران اليوم اعلى ستاد الثمامة في الدوحة، في نصف نهائي كأس آسيا 2023 لكرة القدم.
ويدخل المنتخب القطري المباراة بطموحات كبيرة من أجل الظهور في المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخ البطولة، وتأكيد جديته في الدفاع عن اللقب الذي كان توج به في العام 2019 في الإمارات.
وقال مدرب قطر ماركيز لوبيز: "سنخوض مواجهة صعبة للغاية ومعقدة أمام المنتخب الإيراني القوي والمنظم، سندخل المواجهة بتركيز كبير وطموحات واضحة من أجل التأهل إلى المباراة النهائية".
وهذا اللقاء هو الثالث بين المنتخبين في النهائيات القارية، وحققت إيران الفوز في المباراتين السابقتين 2-0 في نسخة 1988، و1-0 في نسخة أستراليا العام 2015 ضمن دور المجموعات.
وعموما التقى المنتخبان 25 مرة، فكان التفوق الإيراني واضحا بـ17 فوزاً مقابل 3 انتصارات فقط لقطر و5 تعادلات.
وفي المباراة الأخيرة بينهما على ستاد عمان الدولي في نهائي الدورة الدولية الرباعية في الأردن في 18 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ألحقت إيران هزيمة قاسية بالعنابي برباعية نظيفة سجلتها خلال 10 دقائق في الشوط الثاني، السبب في إقالة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش من منصبه في السادس من كانون الأول/ ديسمبر وتعيين لوبيز بدلا منه.
مسيرة المنتخبين
مسيرة المنتخبين في البطولة متشابهة جدا، حيث حقق كلاهما العلامة الكاملة في دور المجموعة، ففازت قطر على لبنان 3-0 وعلى كل من: طاجيكستان والصين بنتيجة واحدة 1-0، في حين تغلبت إيران على فلسطين 4-1 وعلى هونغ كونغ 1-0 وعلى الامارات 2-1.
وفي ثمن النهائي تخطت قطر فلسطين 2-1 في حين، احتاجت إيران إلى ركلات الترجيح للفوز على سوريا بعد التعادل 1-1، وفي ربع النهائي احتاجت قطر بدورها إلى ركلات الترجيح لتخطي أوزبكستان بعد التعادل 1-1، في حين أزاح المنتخب الإيراني عقبة كبيرة تتمثل بالمنتخب الياباني حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب (4 مرات)، والمرشح الأبرز لإحراز اللقب قبل انطلاق البطولة بالفوز عليه بالضربة القاضية بتسجيله هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء (2-1).
وأضاف لوبيز: "لم يكن لدينا الوقت الكافي لأخذ قسط من الراحة، لدينا بعض الأحمال البدنية والإرهاق بعد مواجهة أوزبكستان، لكننا نسعى إلى الوصول بأتم الجاهزية للمباراة ولدينا الحافز لتحقيق الفوز".
وتابع: "المنتخب الإيراني يعتبر من أقوى المنتخبات المشاركة في البطولة، لديهم خط هجوم مميز جداً، في المقابل اتخذنا التدابير اللازمة كافة، لمواجهة ذلك التحدي، ونأمل بأن نكون على الموعد ونتجنب ارتكاب الأخطاء".
وأردف بالقول: "لن نلعب من أجل الوصول إلى ركلات الترجيح، هذه فرضية غير موجودة في كرة القدم، سنلعب من أجل الفوز في الوقت الأصلي ونأمل بحسم اللقاء بعيداً عن هذه الحسابات، سبق أن تقابل المنتخبان الإيراني والقطري 9 مرات، لم يسبق لنا الفوز بعد 6 انتصارات لهم و3 تعادلات، هذا الأمر لا يعني شيئاً وربما يمنحنا الحافز لتحقيق الفوز الأول".
وختم حديثه قائلا: "أنا راض تماماً عما حققته مع المنتخب حتى الآن، الوصول إلى الدور قبل النهائي يعتبر إنجازاً لم تنجح ببلوغه منتخبات كبيرة في هذه البطولة، وعدم التأهل إلى المباراة النهائية لا يسمى فشلا، وإذا لم نستطع المواصلة سنحاول في المرة المقبلة".
في المقابل، أكملت إيران سلسلة لم تخسر فيها خلال 18 مباراة امتدت منذ 29 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، و15 مباراة لمدربها أمير قلعة نويي عندما تغلبت على اليابان.
ووصف مدرب إيران أمير قلعة الفوز على اليابان بمثابة "نقطة التحول في كرة القدم الإيرانية ليس فقط للمنتخب الأول بل أيضا لمختلف الفئات العمرية".
واعتبر أن إيران يمكن أن تصل إلى آفاق جديدة إذا تم استخدام الخطط والبنية التحتية المناسبة وقال في هذا الصدد: "إذا أردنا الحصول على مستوى أعلى من الأداء، فيجب أن تكون لدينا خطة طويلة المدى، وبنية تحتية، والأهم من ذلك دعم السلطات في إيران".
وصرح قلعة في مؤتمر صحافي أمس: "نعرف أن مباراة الغد هي مباراة في غاية الأهمية، فقد بذلنا جهداً كبيراً من أجل الوصول إلى هذه المرحلة، ولكن علينا الآن نسيان ما قمنا به خلال المرحلة الماضية، والتفكير فقط بمباراتنا المقبلة أمام المنتخب القطري".
وأكد المدرب بالقول: "ندرك أن قطر لديها منتخب متطور وليس بالمنتخب السهل، ولكن نحن بدورنا لدينا الكثير من أجل مواصلة المنافسة بقوة في هذه البطولة، أعتقد أن نجاح الأسلوب التكتيكي الذي نعتمد عليه مرده بنسبة 70 % إلى 80 % يعود إلى مجهود اللاعبين و30 % إلى 20 % يكون مرده إلى نقاط الضعف لدى المنافس، أما بالنسبة للمباراة أمام قطر، فأعتقد أنه سيكون هنالك بعض التغييرات في التشكيلة ويأتي ذلك بناء على نقاط قوة وضعف المنافس. وأعتقد أنه يوجد لدينا دكة احتياط جيدة قادرة على صنع الفارق، وبالتالي نحن قادرون على أن نقدم مباراة جيدة يوم غدٍ".
وكشف: "بالتأكيد تعرض اللاعبون للإرهاق بعد مباراة اليابان، خاصة أن فترة الاستراحة بين المباريات قصيرة، ولكن علينا أن نكون أقوياء وأن نواجه التحديات والصعوبات كافة، التي تواجهنا في هذه البطولة. فقد أكدت للاعبين أن هدفنا الآن هو الفوز على قطر والوصول إلى المباراة النهائية بعد 50 عاماً من آخر مرة نصل فيها إلى النهائي القاري".
وختم: "كرة القدم مثل الحياة بشكل عام علينا اغتنام الفرص التي تتاح لنا فيها، ولذلك هذه المباراة تمثل لنا الفرصة أو الرقصة قبل الأخيرة من أجل صنع التاريخ، ويجب علينا أن نغتنم هذه الفرصة وأن نتجاوز الدور قبل النهائي قبل التفكير في المباراة النهائية".
ويستعيد المنتخب الإيراني جهود مهاجم بورتو البرتغالي مهدي طارمي الذي غاب عن مواجهة اليابان، لطرده في نهاية الوقت الأصلي من المباراة ضد سوريا في ثمن النهائي.
وسجل طارمي 3 أهداف في البطولة حتى الآن، ويشكل ثنائياً ناجحاً مع شريكه في خط المقدمة سردار أزمون مهاجم روما الإيطالي. وعموماً سجل طارمي 9 أهداف في آخر 11 مباراة دولية.
وتوجت إيران باللقب 3 مرات تواليا في الفترة 1968 - 1976 ومنذ ذلك الحين، خاضت ست مباريات في نصف النهائي خسرتها جميعا، بينها ثلاث بركلات الترجيح، وكان آخر خروج أمام اليايان بخسارة صريحة 0-3 في النسخة الأخيرة في الإمارات العام 2019، التي توجت بها قطر للمرة الأولى في تاريخها.
غاب عن تلك المباراة طارمي بسبب حصوله على بطاقة صفراء ثانية في البطولة في ربع النهائي ضد الصين، وهو بلا شك سيحاول تعويض غيابه وقيادة منتخب بلاده الى المباراة النهائية بعد غياب 48 عاماً.
من جانبه، اعتبر الجناح الإيراني علي رضا جهانبهش، أنه "حان الوقت كي يظهر زملاؤه الذين يواجهون قطر أنهم أفضل جيل إيراني في كرة القدم".
وقال لاعب فينورد روترادم الهولندي لموقع الاتحاد الآسيوي للعبة: "لحسن الحظ أعتقد بأن الجيل الراهن يضم مزيجاً من اللاعبين الرائعين فرديا والذين يمتلكون خبرة رائعة أيضا، وهذا سيساعدنا على تقديم أداء جيد".
وتابع: "هذا الجيل يملك أحلاماً كبيرة. نريد أن نظهر أننا أفضل جيل إيراني في كرة القدم. لقد حان الوقت".
وأضاف جهانبهش البالغ 30 عاماً: "من تجربتنا في نسخة الإمارات العام 2019 (خسرت أمام اليابان 0-3 في نصف النهائي) نعرف أنه لن تصل (إلى اللقب) حتى تكون فعليا هناك".
وتطرق جهانبخش، إلى التوقعات المرتفعة في إيران وشغف أبناء بلده بالمستديرة، قائلاً: "كرة القدم دائماً حية في إيران. هي الرياضة الأولى في البلاد، التوقعات مرتفعة دوماً. الضغط حاضر باستمرار مع الأجيال المختلفة".
وأضاف، بعد الفوز على اليابان حاملة اللقب أربع مرات عندما سجل ببرودة أعصاب ركلة جزاء في الوقت البدل عن ضائع (2-1) مانحاً بلاده الفوز الأول على الساموراي في البطولة القارية: "أظهرنا أمام اليابان أننا لعبنا جيداً. لعبنا بقلوبنا وسنحرص على تكرار ذلك في المباريات المقبلة لإنهاء البطولة بأفضل طريقة ممكنة".
وشرح مسار "تيم ملي" قائلا: "بلوغ نصف النهائي إنجاز مهم. مشوارنا الحالي شهد بعض المطبات. بدأنا جيداً (الفوز على فلسطين 4-1). لم نقدم أفضل مستوياتنا أمام هونج كونج (1-0)، لكن ضد الإمارات (2-1) وسوريا (بركلات الترجيح) تحسنا وكان أفضل عرض لنا أمام اليابان. هذا يمنحنا ثقة إضافية أن بمقدورنا القيام بأمور كبيرة في هذه الدورة وتحقيق أحلامنا".
عن مواجهة قطر المضيفة وحاملة اللقب، قال جهانبخش الذي خاض أكثر من ثمانين مباراة دولية: "قطر فريق قوي. لطالما احترمتهم كأفضل الفرق في آسيا. قاموا بعمل جيد في السنوات الأخيرة على صعيد تطوير البلاد وكرة القدم".
وتابع قبل مواجهة قطر: "لقد اختبرنا اللعب في نصف نهائي النسخة الماضية، ونتذكر شعورنا عندما ودعناها أمام اليابان في العام 2019. لا نريد أن يتكرر ذلك. سنستعد جيداً ونكون جاهزين".
بعمر التاسعة عشر، انتقل جهانبخش إلى الدوري الهولندي فحمل ألوان نيميخن وألكمار بين العامين 2013 و2018، قبل فترة ثلاث سنوات مع برايتون الإنجليزي. لكن في العام 2021، عاد إلى هولندا، حيث حمل ألوان فينورد وتوج معه بلقب الدوري الموسم الماضي.
وشرح: "فينورد غيّر الكثير من الأمور بالنسبة لي، خصوصاً العام الماضي، كانت سنة رائعة على الصعيد الفردي وللفريق أيضاً، أحرزنا لقب الدوري وكنا قريبين من إحراز لقب يوروبا ليغ (خسر في ربع النهائي أمام روما الإيطالي). أنا سعيد لاتخاذ هذا القرار".