أعلنت الولايات المتّحدة الثلاثاء إدانتها المشروع الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة فتح فاروشا، مدينة الأشباح الواقعة في شرق قبرص والتي هجرها سكّانها الأصليون القبارصة اليونانيون منذ قرابة نصف قرن ويريد القبارصة الأتراك اليوم بدعم من أنقرة إعادة فتحها تحت إدارتهم.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إنّ "الولايات المتّحدة تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من تركيا استفزازياً وغير مقبول ولا يتّفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بنّاءة في محادثات سلام".
وأضاف "نحضّ القبارصة الأتراك وتركيا على التراجع عن القرار الذي أعلنوا عنه اليوم وعن جميع الخطوات التي اتّخذت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020" في المنتجع السياحي المهجور.
ولفت البيان إلى أنّ "الولايات المتحدة تعمل مع شركاء يشاطرونها رأيها لإحالة هذا الوضع المقلق إلى مجلس الأمن الدولي، وسنحثّ على استجابة قوية".
وتابع "نؤكّد على أهمية تجنّب الأعمال الاستفزازية الأحادية الجانب التي تزيد التوتّرات في الجزيرة وتعيق الجهود المبذولة لاستئناف محادثات تسوية قبرص وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وجدّد الوزير الأميركي التذكير بموقف الولايات المتّحدة "المؤيّد لتسوية شاملة بقيادة القبارصة لإعادة توحيد الجزيرة في إطار اتّحاد ثنائي المنطقة والطائفة لما فيه خير جميع القبارصة والمنطقة".
ومنذ 1974 حين غزا الجيش التركي الثلث الشمالي من قبرص ردّاً على انقلاب نفّذه جنرالات قبارصة يونانيون بهدف ضمّ الجزيرة إلى اليونان، خلت مدينة فاروشا الساحلية من سكّانها وأصبحت منطقة عسكرية مطوّقة بالأسلاك الشائكة تقع تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي.
والثلاثاء أعلن زعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار مدعوماً من أردوغان بدء "المرحلة الثانية من (خطتنا) لتوسيع فاروشا لإنهاء الحداد".
من جانبه قال أردوغان "الحياة ستُستأنف" في فاروشا.
وتُعدّ إعادة فتح هذا المنتجع الساحلي السابق خطاً أحمر للقبارصة اليونانيين. والمفاوضات بين الطرفين بشأن إعادة توحيد الجزيرة متوقفة منذ 2017.
ويرفض الاتّحاد الأوروبي والولايات المتّحدة حلّ الدولتين لتسوية هذا الملف.
أ ف ب