استدعى استخدام إسرائيل لقنابل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا بكثافة في اعتداءاتها على القرى والبلدات الجنوبية، اهتمام وزارة الزراعة اللبنانية بشكل خاص لما تشكله هذه الاعتداءات من أضرار آنية ومستقبلية على الأراضي الزراعية والقطاع الزراعي بما فيه الثروة الزراعية النباتية والحيوانية.
وفي السياق، أوضح وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحاج حسن "أن اجتماع امس مع الامينة العامة لمجلس البحوث العلمية انما خصص للبحث في وضع آلية لمواكبة الاعتداءات الاسرائيلية بالقنابل الفوسفورية وعلى وجه الخصوص الأراضي الزراعية والثروة الحرجية.
ولفت إلى "أن الاعتداءات الصهيونية طاولت القطاعات كافة، بما فيها القطاع الزراعي الذي نال نصيبا كبيرا وبنسبة عالية من القنابل الفوسفورية، وقال: "نحن كوزارة نوثق بشكل يومي الحرائق والأضرار الناجمة عن هذه الاعتداءات على القطاع الزراعي بشكل خاص".
وأشار إلى "كثرة الأحاديث والتكهنات عن الأضرار التي تسببها القنابل الفوسفورية وما هي نسبة هذه الأضرار وهل هي ملوثة أو غير ملوّثة، وهل هي مسرطنة أو غير مسرطنة، وغيرها من أسئلة أثيرت حول الموضوع".
وأوضح الحاج حسن "أن وزارة الزراعة اتفقت مع المجلس الوطني للبحوث العلمية على تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين ومن يريد الانضمام إليها، على أن تقوم هذه اللجنة فور انتهاء الاعتداءات بأخذ عينات من التربة من مختلف مناطق الجنوب التي تتعرض للاعتداءات بالقنابل الفوسفورية، من أجل فحصها لتقييم مدى الضرر الناتج عن الفوسفور الأبيض المحرم دوليا أو غيرها من المواد التي يستخدمها العدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية".
وشدد الوزير الحاج حسن على "أهمية إخضاع موضوع الاعتداءات بالقنابل الفوسفورية للحقائق العلمية لتكون مثبتة بالدليل والإقناع والحجة "لأنه مثلما هناك التفاف وطني حول موضوع المقاومة، يجب أن يكون لعملنا التفاف علمي وعملي بامتياز لنقول إن هذا العدو أساء إلينا بهذا الدليل وهذه الحجة".
وعن التحرك اللبناني لدى المحافل الدولية، قال :"أن الحكومة اللبنانية قدمت عبر القنوات الرسمية في وزارة الخارجية أكثر من شكوى لدى الأمم المتحدة ضد الكيان الصهيوني على خلفية اعتداءاته بالقنابل الفوسفورية، رغم معرفتنا أن هذه الشكاوى لا تقدم ولا تؤخر ولا قيد أنملة، لأن رأي المجتمع الدولي اليوم معروف و"العدو الاسرائيلي" ضارب عرض الحائط بكل المجتمع الدولي والشرعية الدولية وبالتالي لأننا نؤمن بالقانون الدولي قدمنا هذه الشكاوى حتى نوثق للتاريخ أن هذا العدو طالما كان يعتدي علينا جوا وبرا وبحرا".
ولفت إلى أن لبنان يلتزم بالقرارات الدولية إلا أن العدو الصهيوني لم يلتزم بهذه القرارات ولا لحظة واحدة".
وأكد الحاج حسن "أن وزارة الزراعة أعدت إحصاءات شاملة للاعتداءات بقنابل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا وما تسببت به من حرائق وخسائر في مختلف المناطق التي تم استهدافها بهذه الاعتداءات منذ بدء العدوان على الجنوب اللبناني (7 تشرين الأول/أكتوبر وحتى 19 كانون الثاني/يناير)، بما في ذلك مساحات الأراضي المحروقة (2000 دنم) ومساحة الأراضي المتضررة الزراعية والحرجية (6000 دنم)، وكذلك عدد أشجار الزيتون (أكثر من 50 ألف شجرة)، فضلا عن أشجار زراعية وحمضيات وسنديان وملول وغار وأعشاب.
وحول الخسائر الحيوانية، أكد الوزير الحاج حسن نفوق 340 ألف طير دجاج، 950 رأس ماشية، 310 قفار نحل وتدمير كلي لمستودع أعلاف مساحته 600 متر مربع، وتدمير 6 مزارع.