أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء أن مطالبات بكين الكبيرة في بحر الصين الجنوبي "لا أساس لها في القانون الدولي"، في انتقاد شديد لتزايد تشديد الصين على أحقيتها في المياه المتنازع عليها.
وجاء هذا الهجوم اللاذع لأوستن في مستهل أول جولة له في جنوب شرق آسيا بصفته وزير الدفاع الأميركي، في إطار سعيه لحشد الحلفاء في المنطقة في مواجهة الصين.
وتريد إدارة الرئيس جو بايدن إعادة نسج العلاقات مع الدول الآسيوية وبناء تحالفات بوجه الصين، بعد حقبة دونالد ترامب التي اتسمت باضطرابات وتقلبات.
وفي الكلمة التي ألقاها في سنغافورة انتقد أوستن أنشطة الصين في المنطقة المتنازع عليها، حيث يطالب العديد من دول جنوب شرق آسيا بالسيادة على مساحات بحرية تؤكد الصين أحقيتها بها.
وقال في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" الذي استضاف الفعالية إن "مطالبات بكين بالغالبية العظمى لبحر الصين الجنوبي، لا أساس لها في القانون الدولي".
أضاف "هذا النفوذ المتصاعد يتعدى على سيادة دول المنطقة" مؤكدا أن الولايات المتحدة ستدعم الدول في الدفاع عن حقوقها.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم مساحة البحر الغني بالموارد والذي تعبر خلاله تريليونات الدولارات من التجارة البحرية سنويا، وسط مطالبات مشابهة من بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام.
وبكين متهمة بنشر عدد من القطع العسكرية من بينها صواريخ مضادة للسفن وصواريخ أرض-جو في تلك المنطقة. وتجاهلت قرارا قضائيا دوليا من عام 2016 اعتبر أن مطالباتها بمعظم مساحة تلك المياه، لا أساس لها.
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة بين بكين ودول أخرى لديها مطالب مماثلة.
وثار غضب مانيلا بعد أن رصد مئات المراكب الصينية داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية للفيليبين، فيما أرسلت ماليزيا طائرات مقاتلة لاعتراض طائرة عسكرية صينية ظهرت قبالة سواحلها.
لن نتردد
شدد أوستن الثلاثاء على أن الولايات المتحدة "لن تتردد عندما تكون مصالحنا مهددة" لكنه أكد بأن واشنطن "لا تسعى للمواجهة" مع الصين.
وقال "أنا متمسك بالسعي لعلاقة بناءة ومستقرة مع الصين، بما يشمل اتصالات أقوى عند حصول أزمة، مع الجيش الصيني".
تشهد العلاقات الأميركية الإيرانية توترًا على خلفية عدد من القضايا تتراوح من الأمن المعلوماتي والتفوق التكنولوجي إلى حقوق الإنسان في هونغ كونغ وشينجيانغ".
وحافظ بايدن إلى حد كبير على الموقف المتشدد لدونالد ترامب من الصين، ووصف القوة الآسيوية بأنها التهديد الأبرز للولايات المتحدة، لكنه خفض اللهجة ليشدد على العمل مع الحلفاء وعلى السعي في الداخل لتحسين تنافسية بلاده.
بعد سنغافورة سيزور أوستن فيتنام والفيليبين وسيسعى للتأكيد بأن الولايات المتحدة "قوة إستقرار" في جنوب شرق آسيا، حسبما قال مسؤول كبير في مجال الدفاع.
باتت منطقة جنوب شرق آسيا المزدهرة التي تضم أكثر من 650 مليون نسمة، ميدانا رئيسيا للصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين.
وفيما تواجه المنطقة أسوأ تفش لفيروس كورونا المستجد، تتنافس واشنطن وبكين على التبرع باللقاحات.
وسلط أوستن الضوء على التبرعات الأميركية قائلا إن واشنطن "تسارع في إرسال لقاحات ضرورية لإنقاذ أرواح إلى المنطقة" وأشار إلى العديد من الدول بجنوب شرق آسيا ممن تلقت جرعات.
وقال "إنها مجانية من دون شروط ولا التباسات ولا قيود".
وتتبرع الصين أيضا بلقاحاتها المحلية الصنع لأكثر الدول تضررا في جنوب شرق آسيا، علما بأن محللين اعتبروا أن بكين تأمل في استخدام "دبلوماسية اللقاح" لتعزيز مكانتها.
وزيارة أوستن هي الأخيرة من نوعها لمسؤول أميركي بارز إلى آسيا.
ويصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الهند الثلاثاء حيث سيتحدث عن دعم أفغانستان، في وقت يتصاعد القلق في نيودلهي إزاء المكاسب التي حققتها طالبان بموازاة انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.
كما زارت مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان في وقت سابق هذا الاسبوع الصين حيث عقدت محادثات مع كبار المسؤولين في وقت تسعى واشنطن لإيجاد أرضية مشتركة مع العملاق الآسيوي.
أ ف ب