أمضى الرئيس الأميركي جو بايدن، شهورًا وهو يرغب في التوصل إلى "هدنة" خلال القتال الدائر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، لكن مع استعداد إسرائيل لاجتياح رفح بريًّا تغيرت لهجته إلى تأكيد الحاجة إلى "وقف مؤقت لإطلاق النار".
قد يبدو هذا اختلافًا لفظيًا طفيفًا، لكنه يجعل بايدن أقرب إلى الكثيرين حول العالم والمنتقدين داخل حزبه الديمقراطي الذين يريدون وقفًا دائمًا لإطلاق النار في حرب قُتل خلالها زهاء 30 ألف فلسطيني.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مقترحات في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس. واعترضت في أحدث مرتين على صياغة طالبت بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لكن واشنطن تقترح حاليًا مشروع قرار يحتوي على عبارة "وقف إطلاق النار".
ونفت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أي تغيير متعمد في اللهجة، وقالت: "هذا يعكس ما كنا نفعله طيلة الوقت".
وحتى تقديم مسودة المقترح، كانت واشنطن تتجنب استخدام عبارة وقف إطلاق النار فيما يتعلق بأي إجراء للأمم المتحدة بشأن الحرب في غزة. ويعكس النص الأمريكي الجديد اللهجة التي استخدمها بايدن علنا هذا الشهر حول الوضع.
ويرى المسؤولون في البيت الأبيض، أنه إذا أمكن وقف القتال لهذه الفترة الطويلة قد يتم التوصل إلى وقف أطول لإطلاق النار. لكن أي هجوم إسرائيلي مقرر على رفح، المدينة الواقعة جنوبي غزة التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني، من شأنه أن يعقد الجهود الرامية إلى التوصل لوقف للقتال.
ويصر مسؤولون أميركيون على أن بايدن لا يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار وهو ما يعكس قناعته بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها بعد مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل.
وقال آرون ديفيد ميلر وهو باحث كبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي وخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن التغير في خطاب بايدن لا يعكس تغييرًا كبيرًا ولكنه يشير إلى قلق الإدارة إزاء هجوم محتمل على رفح.
مخاوف الأميركيين العرب
واجه بايدن انتقادات شديدة من الأميركيين العرب الذين حضر العديد منهم بأعداد كبيرة فعاليات انتخابية للإحتجاج على دعمه لإسرائيل والمطالبة بوقف لإطلاق النار.
وتعهد الأميركيون العرب في ولاية ميشيغان بعدم دعمه في الإنتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، ممّا قد يهدد فرص فوزه في تلك الولاية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين على متن طائرة الرئاسة في أثناء توجه بايدن إلى ولاية كاليفورنيا، كارين جان بيير، أمس الثلاثاء، إن الرئيس استخدم عبارة "وقف إطلاق النار" في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويبدو أنها كانت تشير إلى حملة لجمع التبرعات في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر حينما صاح أحد الأشخاص مطالبا بوقف إطلاق النار. ورد بايدن قائلا "أعتقد أننا بحاجة إلى هدنة. هدنة تعني إتاحة الوقت لإخراج السجناء".
وأضاف "أنا الشخص الذي أقنع بيبي (نتنياهو) بالدعوة إلى وقف لإطلاق النار للإفراج عن السجناء". وأوضح البيت الأبيض لاحقا أن بايدن كان يشير إلى الرهائن الذين تحتجزهم حماس وليس السجناء.
وقالت جان بيير أمس "من الواضح أنه لا يوجد تغيير في سياسة الولايات المتحدة. ونحن ثابتون على موقفنا".