دور قآاني في المنطقة.. تشكيك بقدراته وعلاقته بخامنئي

قاآني وصف بالضعيف وعديم الخبرة بالشأن العراقي

تحت عنوان "دور قآاني في المنطقة.. تشكيك بقدراته وعلاقته بخامنئي"، نشر موقع الحرة خبرًا نقلا عن صحيفة "غارديان"، اشار فيه إلى أنه منذ توليه خلافة، قاسم سليماني، على رأس "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، أصبح، إسماعيل قاآني، عمليا أحد أقوى رجال إيران في المنطقة، خاصة في العراق وسوريا ولبنان، حيث تدعم طهران فيها ميليشيات مسلحة ترتبط بالحرس الثوري.

لكن قاآني، عكس سلفه سليماني، كان حريصا كما يبدو على عدم الظهور بمظهر الرجل القوي، الذي كان سليماني يتمتع به، بل قد يكون العكس هو الصحيح، كما يقول تحليل نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية التي قالت إن قاآني أثبت أنه "ضعيف جدا".

وكاتب التحليل، مراسل الصحيفة للشرق الأوسط، مارتن تشولوف، يقول إن "قاآني لم يستطع ملء الفراغ الذي تركه مقتل قاسم سليماني" في الصورة العراقية.

اجتماع بغداد

واستند كاتب التحليل إلى مصادر تحدثت له عن مجريات اجتماع قال إنه جرى الشهر الماضي في بغداد، بحضور قيادات الميليشيات العراقية وقاآني الذي قال إنه لم يستطع "إقناع الميليشيات أنه ليس من مصلحتها الاستمرار في إطلاق الصواريخ على السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، أو على مطار أربيل في شمال العراق حيث لا تزال القوات الأميركية موجودة".

ونقل التحليل عن أحد الحاضرين في الغرفة قوله: "كانت كل العيون تتجه إليه (قاآني) في البداية، لكن بحلول نهاية الاجتماع عرف الجميع أنه ليس سليماني الجديد، بشكل مؤكد".

وقال تحقيق لوكالة "أسوشييتد برس" مطلع الشهر الحالي إن "قادة ميليشيات بارزة موالية لطهران في العراق رفضوا الانصياع لتوجيهات قاآني عندما اجتمع معهم في بغداد الشهر الماضي وطالبهم بالتهدئة لحين انتهاء المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة".

بين الفينة والأخرى ترسل إيران رسائل "مبطنة" تحاول من خلالها الإشارة إلى عدم مسؤوليتها عن الهجمات التي تنفذها ميليشيات موالية لها ضد مصالح أميركية في العراق، بحسب مراقبين رأوا أيضا أن ذلك كله مرتبط بملف المفاوضات النووية بين طهران والدول العظمى.

ونقل تحليل الغارديان عن "شخصية عراقية كبيرة" تعليقا عن لقائه بقاآني قوله "هو ليس حتى ظل سليماني، هو صادق، لكنه يتعلم من خلال العمل" في إشارة إلى الخبرة القليلة التي يتمتع بها قآني.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، حسين رويران، إن "الكلام عن أن قاآني لم يكن يمتلك خبرة مردود، لأنه كان نائب سليماني لعقد من الزمان"، مضيفا أنه "لو لم يثق خامنئي بقاآني فإنه لم يكن ليعينه في هذا الموقع في الأساس".

وبشأن عدم قدرة قآاني الحديث باللغة العربية، كما أشار تحليل غارديان، يقول رويران في حديث لموقع "الحرة" إن "سليماني لم يكن يتكلم العربية بطلاقة أيضا، كان يتكلم بشكل محدود لهذا لا أتصور إن هذا مهم كثيرا".

ويقول رويران "الموضوع ليس قائما على الكفاءات الفردية (لهذا القائد أو ذاك)" وأن الموضوع "بنيوي" و"المؤسسة ما تزال كما كانت".

ويشير رويران "هل تعتقدون أن سليماني كان ينقل الأسلحة إلى غزة وسوريا بنفسه، لا، هذا ليس من مهام القائد وإنما من مهام البنية التي يرأسها".

في الساعات الأولى لصباح يوم 3 يناير عام 2020، أسدلت الولايات المتحدة الستار على رجل إيران الأول في المنطقة وذراع المرشد المخربة التي تزعزع استقرار المنطقة، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، بعد قتله في العاصمة العراقية بغداد.

العلاقة مع المرشد

يذكر تحليل غارديان أن "قاآني يفتقر إلى علاقة مع المرشد الأعلى الإيراني علي الخامنئي، وليس لديه – وهو محارب قديم في أفغانستان - خبرة في العراق أو سوريا، كما أنه لا يتحدث العربية".

لكن مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، محمد صالح صدقيان، يقول إن وصف قاآني بالضعيف هو "غير دقيق" كما أن الحديث عن عدم وجود علاقة له مع مكتب المرشد "هو غير دقيق أيضا".

ويستند صدقياني في كلامه إلى واقع أن قاآني "يتمتع بالموارد نفسها، والنفوذ الذي كان يتمتع به سليماني بوصفه قائدا لفيلق القدس الاستخباري" كما يصفه.

ويضيف صدقياني في حديث لموقع "الحرة" أن "كل المعلومات التي كان يمتلكها قاسم سليماني خلال فترة قيادته لفيلق القدس تحولت إلى قاآني".

وأكد أن "هناك مستشارين إيرانيين دخلوا العراق بعهد قاسم سليماني وبطلب من الحكومة العراقية، وعلاقة فيلق القدس بألوية الحشد الشعبي هي علاقة عبر القيادة العامة للقوات المسلحة، وبالتالي فإن وجود هؤلاء المستشارين الذين يشرف عليهم قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني هو للتنسيق بين هؤلاء المستشارين والقوات المسلحة العراقية".

مع هذا يقول صدقياني إن "سليماني قام بأدوار لتقريب وجهات النظر بين المكونات العراقية المختلفة"، خلال أوقات مثل أوقات اختيار رئيس الوزراء، وهو الدور الذي "يمكن أن يلعبه أي صديق للعراق" في إشارة إلى قاآني.

فصائل جديدة

وقال تقرير نشرته رويترز في مايو الماضي إن إيران "جمعت مئات المقاتلين الموثوق بهم من بين كوادر أقوى الميليشيات الحليفة لها في العراق، لتشكل بهم فصائل أصغر تضم عناصر من النخبة، في تكتيك جديد يقلل من اعتمادها على الميليشيات المعروفة التي عملت معها لسنوات".

ويضيف تقرير رويترز أن إيران اعتمدت هذا التكتيك الجديد بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في العراق مؤخرا، والمتمثلة بتراجع شعبية الميليشيات الموالية لها نتيجة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني ومقتل قاسم سليماني في ضربة أميركية مطلع عام 2020.

وقتل سليماني في ضربة جوية أميركية لطائرة بدون طيار مطلع يناير من عام 2020، أدت أيضا إلى مقتل أبو مهدي المهندس، قائد الحشد الشعبي العراقي والمسؤول عن ميليشيات عراقية، حيث كان يرفق سليماني في موكب قرب مطار بغداد الدولي.

الحرة/غارديان

يقرأون الآن