مبادرة دول مجموعة الخمس مستمرة، وهي ستستأنف مهمتها بلقاء وفد سفراء الدول الخمس مجموعة من القيادات السياسية في لبنان، منهم الرئيس ميشال عون وآخرون، انطلاقاً من سياسة الحث على انتخاب رئيس للجمهورية، واستثمار الهدنة المؤمل حصولها في محاولة لإحداث اختراق رئاسي وفق ما ورد في "نداء الوطن".
هذا ما توجزه أوساط دبلوماسية مطلعة على المبادرة الخماسية، واضعة كل ما يشاع عن خلافات داخل المجموعة، في خانة التسريبات المنظّمة وغير الصحيحة، التي يهدف منها مطبخ متخصص بالتسريبات، إلى تغطية دور بعض القوى في التسبب بالفراغ الرئاسي.
تقول الأوساط إنّ مجموعة الدول الخمس، ليس بيدها فرض أي خيار على اللبنانيين، إنّما تعمل وفق منطق تسريع الحلول، فلا أحد يجب أن يتوقع من هذه الدول، أن تسمي للبنانيين رئيساً، ولا أحد يجب أن يتوقع أن تحل هذه الدول مكانهم، بل جل ما ستذهب إليه، هو المساعدة في وضع خريطة طريق، تؤدي إلى انتخاب رئيس، كل ذلك من دون الغوص الآن أو غداً بالأسماء. هذا لا يعني حسب الأوساط أنّ قطر لم تطرح اسماً محدداً، لكن هذا يبقى خياراً قطرياً، لا ولن يترجم في المجموعة تبنياً لهذا الإسم.
تشير الأوساط إلى أنّ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان قريباً، في جولة الهدف منها تحديد مواصفات الرئيس، على أن يعقبها إطلاق حملة تشاور بين القوى السياسية اللبنانية، من دون التوقف عند حتمية عقد طاولة حوار، كما يريد رئيس المجلس النيابي نبيه بري. أما بعد التشاور، فيفترض برئيس المجلس أن يحدد جلسات متتالية ومفتوحة لانتخاب الرئيس.
تكشف الأوساط الدبلوماسية أنّ سفراء الدول الخمس صارحوا الرئيس بري، بأنّ فكرة الحوار قد لا تكون ممكنة لأنّ قوى سياسية تعارضها، باعتبارها مناقضة للدستور، وأنّ طاولة الحوار ليست شرطاً ملزماً لانتخاب الرئيس، بل يمكن اللجوء إلى جولة تشاور مفتوحة ومحددة زمنياً، يعقبها الذهاب لانتخاب الرئيس. وأشارت الأوساط إلى أنّ انطباع سفراء الدول الخمس عن اللقاء مع بري أنه كان إيجابياً بحسب "نداء الوطن".
الخلاصة في كل ذلك، أنّ خريطة الطريق باتت واضحة: مشاورات ثم تحديد جلسات مفتوحة، وإلا فإنّ مجموعة الخمس ستذهب إلى ترجمة البند الخامس، الذي ورد في بيان وزراء الدول الخمس في قطر، الذي يؤكد الذهاب إلى وضع عقوبات شديدة على كل من يعطل الاستحقاق الرئاسي. وتلفت الأوساط في هذا الإطار إلى أنه لا داعي لكل الاجتهادات، التي تأمل في استثمار عدم انعقاد وزراء خارجية المجموعة مجدداً، فسبب عدم الانعقاد، ينحصر بأن شيئاً لم يستجد، ليحتم عقد هذا الاجتماع، لكن مقرراته في قطر لا زالت سارية.
لا صيغة متوقعة لضم إيران إلى مجموعة الخمس، تقول الأوساط، لكن في المقابل الخطوط مفتوحة مع طهران، التي تحيل الملف الرئاسي إلى «حزب الله»، في حين يبدي «الحزب» إشارات مرنة، بدليل موافقته على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وهذا تعتبره الأوساط مقدمة لمرونة متوقعة في الملف الرئاسي.