أصدرت "دار هايماركت بوكس" كتابًا مهمًا بعنوان "ضد المحو: ذاكرة مصوّرة لفلسطين قبل النكبة"، للمصورة الإسبانية ساندرا باريلارو ومواطنتها الصحافية تيريزا أرانجورين، الذي يضم مجموعة كبيرة من الصور التي توثق طبيعة الحياة اليومية في فلسطين قبل نكبة عام 1948.
يمثّل صدور الكتاب، في خضم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 4 أشهر، والأكثر دموية منذ نكبة عام 1948، حدثًا استثنائيًا لأنه، وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، مثال ودليل على الحياة الفلسطينية التي يريد الكثيرون في "إسرائيل" التظاهر بأنها لم تكن موجودة على الإطلاق.
ويعود سبب نشر باريلارو وأرانجورين (وكلاهما من ذوي الخبرة في الصراع العربي - الإسرائيلي) للكتاب، إلى الرد على السردية الإسرائيلية بشأن ما جرى في عام 1948، التي لم تمحو المجتمع الفلسطيني فحسب، بل تعمل أيضًا على مسح ذاكرته.
يمثّل الكتاب دليلًا على الحياة الفلسطينية قبل النكبة التي يريد الكثيرون في "إسرائيل" التظاهر بأنها لم تكن موجودة على الإطلاق
وأوضحت "الغارديان"، في مقال للكاتب والصحافي الأميركي كريس ماكغريل، أن العنوان الأصلي للكتاب باللغة الإسبانية يُترجم إلى "ضد النسيان"، وهو عنوان كتاب شعر. ولذلك، استقر الناشرون الناطقون باللغة الإنكليزية على "ضد المحو" بدلًا من العنوان السابق.
وقال ماكغريل إن عنوان الكتاب يبدو أكثر وضوحًا ليس فقط بسبب الحرب الإسرائيلية الحالية في قطاع غزة: "ولكن بعد سنوات مما تصفه جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية بأنه نظام التفوق اليهودي في الضفة الغربية يهدف إلى محو أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة".
ويمثّل الكتاب شهادة مرئية لما كان موجودًا في المجتمع الفلسطيني قبل النكبة، وتكمن قوته وأهميته في الصور التي تمثّل اتساع المجتمع الفلسطيني وغناه قبل وقوعها، إذ تُظهر مجتمعًا كاملًا وغنيًا وأرضًا وفيرة. كما تُظهر تنوع المجتمع الذي يقطع شوطًا طويلًا في مواجهة الرواية الصهيونية التي تدعي بأنها "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض".