أفاد مكتب الإعلام الحكومي بمقتل 104 فلسطينيين وإصابة أكثر من 700 في مجزرة قرب دوار النابلسي شمالي قطاع غزة بعد أن قصفت القوات الإسرائيلية تجمعا لمواطنين ينتظرون الحصول على الطحين ومساعدات إنسانية.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن إسرائيل ارتكبت هذه المجزرة المروعة مع سبق إصرار في إطار الإبادة الجماعية لأهالي القطاع، حيث كانت تعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات، لكنها قتلتهم بدم بارد.
وقالت الفرق الطبية إنها غير قادرة على التعامل مع حجم ونوعية الإصابات، حيث نُقل عشرات الجرحى إلى مستشفى الشفاء، الذي يعمل بشكل جزئي فقط بعد الغارات الإسرائيلية عليه.
وأسفر الحادث عن أكبر خسائر تقع في صفوف المدنيين منذ أسابيع. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ندين المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من أبناء شعبنا".
وشككت إسرائيل في رواية مسؤولي الصحة في غزة التي تتعرض لقصف القوات الإسرائيلية على مدى عدة أشهر في الحرب التي بدأت بعد الهجوم الدامي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
البيت الابيض
ووصف البيت الأبيض القصف المتعلق بالمساعدات الغذائية الذي وردت تقارير عنه في غزة بأنه "حادث خطير".
وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في بيان "نبلغ تعازينا لفقدان أرواح الأبرياء ونقر بالوضع الإنساني السيئ في غزة، حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء إطعام أسرهم".
وأضاف أن "هذا يسلط الضوء على أهمية توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتواصلها، بما في ذلك من خلال وقف مؤقت محتمل لإطلاق النار".
وناشد المكتب العالم والدول العربية والإسلامية التدخل الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية، وحمّل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وإسرائيل المسؤولية عن هذه المجزرة المروعة.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن المجازر الأخيرة التي ارتكبها الكيان تشكل تحولا جديدا في مسلسل الإبادة الجماعية.
ورجح القدرة أن ترتفع حصيلة شهداء مجزرة شارع الرشيد قرب دوار النابلسي بعد وصول عدد كبير من الحالات الحرجة إلى مجمع الشفاء.
واستنكرت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر ما جرى اليوم عند دوار النابلسي في غزة، مؤكدة أنها "مجزرة"، وقالت: "أشعر بالفزع من مجزرة اليوم التي راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطيني في غزة".
وتابعت: "قتل الأشخاص الذين اصطفوا للحصول على المساعدات انتهاك صارخ للقانون الدولي والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل".
وفي خلفيات الحادث، أطلق الجيش الاسرائيلي النار على مئات الفلسطينيين الذين كانوا بانتظار المساعدات على دوار النابلسي بحجة أنهم تهافتوا لسرقة المساعدات.
من جهتها، علقت الحكومة الاسرائيلية على الجادث بأنه: "حادث دهس قامت به الشاحنات لابعاد الفلسطينيين الذين تهافتوا للحصول على أكياس الطحين". ويأتي تصريحها ذلك في ظل تأكيدات بأن الرصاص كان ينهمر على شارع الرشيد مثل المطر.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "نحزن على إزهاق أرواح الأبرياء وندرك الوضع الإنساني المتردي في غزة، حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء فقط إطعام أسرهم"، مضيفا أن المجلس يشدد على ضرورة إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك من خلال وقف محتمل لإطلاق النار.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمام جلسة استماع بالكونغرس إن إسرائيل قتلت أكثر من 25 ألف امرأة وطفل في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر وإنه يمكنها بل ينبغي لها أن تفعل المزيد لحماية المدنيين.
وقال مارتن غريفيث، منسق الإغاثة بالأمم المتحدة في منشور على منصة إكس، إنه "مصدوم"، وأضاف "حتى بعد ما يقرب من خمسة أشهر من الأعمال القتالية الوحشية، لا تزال غزة لديها القدرة على صدمتنا".