ينفذ الحوثيون في اليمن هجمات على السفن في البحر الأحمر، منذ تشرين الثاني/نوفمبر، فيما يقولون إنّها حملة تضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن ضربات ضد الجماعة المتحالفة مع إيران.
وفي أولى حالات الوفاة التي تُسجل منذ بدأ الحوثيون هجماتهم على السفن، في أحد أكثر الممرات التجارية ازدحامًا في العالم، تسبب صاروخ أطلقه الحوثيون أمس الأربعاء، في مقتل ثلاثة بحارة على متن السفينة "ترو كونفيدنس"، المملوكة لشركة يونانية وترفع علم بربادوس، على بعد نحو 50 ميلا بحريًا من ميناء عدن اليمني.
من هم الحوثيون؟
في أواخر التسعينيات أسست عائلة الحوثي في أقصى شمالي اليمن، حركة إحياء ديني للطائفة الزيدية الشيعية التي حكمت اليمن يومًا ما في السابق، لكن معقلها شمالي البلاد عانى من التهميش والفقر.
ومع تصاعد الخلاف مع الحكومة في العاصمة صنعاء، خاض الحوثيون سلسلة من حروب العصابات مع الجيش الوطني، كما دخلوا في نزاع حدودي قصير مع السعودية.
الحرب في اليمن
اندلعت حرب أهلية في اليمن أواخر عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء. وانطلاقًا من الشعور بالقلق من النفوذ المتزايد لإيران بالقرب من حدود السعودية، تدخلت المملكة على رأس تحالف مدعوم من الغرب في آذار/مارس 2015 لمساندة الحكومة المدعومة من السعودية.
وسيطر الحوثيون على جزء كبير من الشمال وغيره من المراكز الحضرية الكبرى، في حين اتخذت الحكومة المعترف بها دوليًا من عدن الساحلية مقرًا.
ويشهد اليمن هدوءًا نسبيًا منذ أكثر من عام وسط جهود السلام، التي تقودها الأمم المتحدة. وتجري السعودية محادثات مع الحوثيين في محاولة للخروج من الحرب. لكن التصعيد الحاد في التوترات الإقليمية منذ بدء حرب غزة، زاد من مخاطر نشوب صراع جديد بين الحوثيين والرياض.
ما هو هدف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟
يقول الحوثيون إنّ هجماتهم على ممرات السفن في البحر الأحمر، هي لإظهار الدعم للفلسطينيين وحركة "حماس" في حرب غزة.
وأربكت هجمات الحوثيين حركة الشحن العالمي، مما أجبر الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا جنوبًا. وزادت تكلفة تأمين رحلة مدتها سبعة أيام عبر البحر الأحمر بمئات الآلاف من الدولارات.
وأثارت الزيادة في تكاليف التسليم المخاوف، من حدوث موجة جديدة من التضخم عالميًا.
وبينما تقول جماعة الحوثي إنّها تستهدف فقط السفن، التي لها صلات بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، ترى مصادر في قطاع الشحن أن كل السفن قد تكون معرضة للخطر.
كما كان منتجع إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر هدفًا لهجمات الحوثيين.
وتنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على الحوثيين في إطار جهود دولية لاستعادة التدفق الحر للتجارة في طريق رئيسي بين أوروبا وآسيا، يمثل نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية.
ويقول الحوثيون إنّهم سينظرون في إنهاء هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، فقط عندما تنهي إسرائيل "عدوانها" على قطاع غزة.
روابط مع إيران
الحوثيون جزء مما يسمى "محور المقاومة"، وهو تحالف مناهض لإسرائيل ومعاد للغرب يضم جماعات مسلحة إقليمية تدعمها إيران، ومؤلف من "حماس" و"حزب الله" والحوثيين.
وشعار الحوثيين هو "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
وعلى الرغم من صلات الحوثيين بإيران، فإنّه ليس من الواضح مدى عمق العلاقات بينهما. ويتهم التحالف الذي تقوده السعودية إيران بتسليح وتدريب الحوثيين، وهو ما ينفيه الطرفان. ويقول التحالف أيضًا إنّ "حزب الله اللبناني يساعد الحوثيين"، وهو اتهام ترفضه الجماعة اللبنانية.
وبينما تناصر إيران الحوثيين كونهم جزءًا من "محور المقاومة"، يقول خبراء في اليمن إنّ دافعهم في الأساس أجندة محلية، على الرغم من أنّهم يشتركون في تقارب سياسي مع إيران و"حزب الله".
وينفي الحوثيون أنهم دُمى في يد إيران ويقولون إنهم يقاتلون "نظامًا فاسدًا".
