ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلًا عن مصادر أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يتشاور بانتظام مع أصدقائه السياسيين القدامى قبل اتخاذ قرارات مهمة ولا يثق تمامًا في توصيات مستشاري البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة: "هذا يوضح حقيقة مهمة تكمن وراء عملية صنع القرار لدى بايدن: لا يوجد أحد يثق به أكثر من سياسي مخضرم".
وبحسب مصادر الصحيفة، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، فإن أحد أحدث الأمثلة على مثل هذا السلوك من قبل بايدن كان الاتفاق الأميركي مع فنزويلا في نهاية عام 2023، والذي نص على الإفراج المتبادل عن حوالي 30 شخصًا، وبعد مناقشات داخل البيت الأبيض، بما في ذلك مع نائب مستشار الأمن القومي، جون فاينر، وتأكيدات بأن الصفقة ممكنة، اتصل بايدن بصديقه القديم السيناتور كريس كونز للحصول على دعمه قبل الموافقة على الصفقة.
وذكرت الصحيفة أن "طاقم بايدن يتمتع بما يكفي من الخبرة والمعرفة، ولكن عندما يواجه قرارًا صعبًا، يتردد بايدن في اتخاذ الخطوة الأخيرة حتى يتحدث مع شخص يعرفه عن كثب. وفي الوقت نفسه، كثيرًا ما يسأل الرئيس الأميركي محاوريه عن رد فعل الناخبين اللاحق على القرارات التي يتعين عليه اتخاذها".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنّ ذلك يعود إلى الحملات الانتخابية العديدة التي شارك فيها بايدن خلال فترة وجوده في مجلس الشيوخ "ولهذا السبب، فإن الرئيس يثق بشكل غريزي في أولئك الذين كان عليهم أيضًا إقناع الناخبين وتهدئة الحشود ومناظرة المعارضين ومواجهة عواقب القرارات السيئة".
ونوّهت بأن رغبة بايدن في الاعتماد على آراء السياسيين والتشاور معهم تواجه انتقادات، لأنّ هؤلاء الأشخاص لديهم تجربة مماثلة في الكونغرس، وينظرون إلى العالم بنفس الطريقة التي ينظر بها الرئيس نفسه، ولا يمكنهم أن يقدموا له أفكارا جديدة. إلى ذلك، وهذه الممارسة تشير إلى تردد الزعيم الأميركي، وهو ما يعيقه في حالات الأزمات، بحسب المصادر نفسها.