شغل الشاب العراقي طه دخان حياته بعشق فن رسم الكلمات وتحويلها إلى لوحات فنية منذ صغره، حيث اكتشف قدرته الفريدة على تحويل الحروف إلى تحف، مدركًا منذ البداية أنه يملك مستقبلا واعدا في عالم الخطوط وصناعتها.
واليوم، تألَّق دخان بابتكار خط جديد، يجمع بين الطابع العربي والآسيوي، ليضيف الخط الى قائمة الخطوط العربية المُهجنة.
دخان العاشق للخطوط بكل تنوعاتها، يُؤكد أنه كان يتبع تعليمات مُعلمته في فنون التربية عندما طلبت منه تقليد أنماط مختلفة من الخطوط.
ويقول بحديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): "المدرسة هي من اكتشفتني، حيث كانت معلمتي تطلب مني تقليد اللوحات، بالخط الكوفي الفاطمي، وعندما كنت أرسمها لم أكن أعلم كيف يعمل هذا الفن، اي اني كنت أرسم ما آراه ويكون جميلا".
ويواجه طه في البداية التجارب بصعوبة من اجل إنضاج الخط وان تكون لديه قواعد يمكن اتباعها فيتمكن الخطاط من العمل عليها فيظهر الخط بوضوح.
ويوضح ، إنه "لم يزر اليابان او الصين يوما ولم يتعلم لغتيهما خاصة وانهما تكتبان بالفرشاة"، لكن طه، استثمر ساعات البحث بطريقته، ويضيف بالقول" لدي معرفة بأنواع الخطوط العربية كلها. ومع مرور الوقت، أصبحت أتقنها جميعًا".
ويوضح "في بداياتي، استخدمت جميع الأدوات المتاحة مثل قلم الرصاص والحبر، ولكن مع التطور، اضطررت لشراء أدوات مخصصة للخط العربي، ثم بدأت في صنعها بنفسي في المنزل، باستخدام الحبر والورق والأقلام، حتى أصبح كل شيء في غرفتي يرتبط بالخط، هو من صنعي."
مزج الثقافات
جذب انتباه طه الخط الصيني أو الياباني بشكله الغريب، وأراد مزج الثقافتين الشرق آسيوية والعربية معًا.
وبدأ بتصميم هذا الخط بعد وقت طويل، حيث يقول لوكالة الأنباء العراقية (واع): "كانت الفكرة تتجلى في مخيلتي منذ مُطلع 2015 بعد انضمامي لجمعية الخطاطين العراقيين، وبدأت في تنفيذ الحروف بمنتصف 2017 وأطلقت الخط رسميًا في عام 2019".
دخان يوضح أنه كذلك ومن اجل اكتمال خطه، تواصل مع فنانين يابانيين وصينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعلم منهم كيفية كتابة كلماتهم وحروفهم.
وتم تسمية الخط بـ"نيهو عربي" باستخدام مقطعين، حيث تعني "نيهون" (اليابان) باللغة اليابانية.
وقد أخذ المقطع الأول "نيهو" بدون حرف النون ليتوافق لفظه مع اللفظ الذي يليه "عربي". وبالتالي، يكون معناه "الخط الياباني العربي" (نيهوعربي).
دخان يرى أن أحد مميزات هذا الخط هي أنه "يلهم الناظر بأنه ياباني أو صيني، ولكن بعد التركيز يصبح واضحًا أنه قد كتب بحروف عربية".
ويوضح قائلاً: "أول كلمة كتبتها كانت 'حرية' بخط نيهوعربي، تعبيرًا عن الحرية التي وجدها في هذا الخط الجديد."
ويبين محمد، أن "طه استطاع دمج حضارتين مختلفتين كليا، بكلمة واحدة، وهي العربية واليابانية، ليس من السهل ان يجتمعا، لكنه استطاع فعل ذلك من خلال اللغة، وجعل الكلمة جسرًا يربط بين عالمين".