تونس

رمضان في تونس: بين التقاليد وغلاء الأسعار الفاحش

رمضان في تونس: بين التقاليد وغلاء الأسعار الفاحش

سوق في تونس

ستفقد مائدة التونسيين في شهر رمضان هذا العام العديد من الأطباق والعادات المتوارثة عبر الأجداد في الأكل، بسبب صعوبات الحياة في ظل غلاء الأسعار ونقص بعض السلع الأساسية وندرتها في السوق.

وتقول عليّة وسلاتي، وهي ربة بيت كانت تتجول داخل أحد المحلات التجارية في جهة بن عروس، إنها ستضطرّ في رمضان للتخلّي عن إعداد بعض أصناف الخبز التقليدي بسبب غياب الدقيق والسكر في السوق، وكذلك لن تقوم بإعداد بعض أصناف الحلويات مثل "الصمصة" و"البوزة" التي كانت لا تغيب عن مائدتها لغلاء أسعار الفواكه الجافة، إلى جانب تخليها عن إعداد بعض أصناف الطاجين والبريك المكلفة مثل "بريك الدنوني" المتوارث عبر الأجيال وكذلك أطباق السمك.

وأشارت عليّة في حديث مع "العربية. نت" إلى أن لهيب الأسعار ضغط على ميزانية العائلة رغم الدعم المادي الذي يقدمه لها إبنها المقيم في فرنسا، موضحةً أنها تقتصد كثيرًا في المصاريف من أجل توفير المواد الغذائية الأساسية كالتمر واللبن والبيض والزيت واللحم والخضر والغلال والمعجنات، لإعداد الأكلات الرئيسية مثل الشربة التي لا تغيب عن مائدة التونسيين طوال شهر رمضان.

وحلّ رمضان هذا العام بينما تعيش تونس على وقع أزمة تموين ونقص المواد الغذائية في الأسواق، بعد أن مرّت البلاد بأسوأ موسم زراعي منذ عقود نتيجة قلّة التساقطات، وهو ما تسبّب في ارتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية.

وبحسب آخر أرقام المعهد الوطني للإحصاء التي نشرها نهاية 2023، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 13.1 في المئة، بسبب ارتفاع أسعار القهوة بنسبة 35 في المئة، واللحم بنسبة 29.8 في المئة، والزيوت الغذائية بنسبة 28 في المئة.

لكن خالد بن حمودة الذي كان يقضي حاجياته أمام محل للبقالة في منطقة الياسمينات، قال إن الأسعار أصبحت أعلى بكثير من ذلك وتضاعفت منذ بداية شهر رمضان مقارنةً بالأيام والأسابيع الماضية، مضيفًا أنها ليست في متناول الجميع.

ولمجاراة هذه الأسعار وفقًا لمرتبه الشهري الذي لا يتجاوز 300 دولار، يقول خالد في حديث مع "العربية.نت"، إنه يعيش كل يوم بيومه، حيث أصبح يضطر لشراء الغلال والخضر بالقطعة أو بالرطل الواحد، وإنّه تخلى عن شراء لحم الخروف الذي كانت أطباق التونسيين في رمضان لا تخلو منه، لصالح لحم الدجاج، لأنه الأرخص، على أمل انخفاض الأسعار مع تقدّم شهر رمضان.

وبحسب المعهد الوطني للإستهلاك، ترتفع نسبة الإستهلاك في تونس خلال شهر رمضان لتتراوح بين 15 و20 في المئة مقارنةً ببقية أشهر السنة.

يقرأون الآن