دولي

‏"هآرتس": نتنياهو يُهدّد بعملية عسكرية في رفح لكن الجيش ‏الإسرائيلي غير جاهز لشنّها

‏

لفت محرر الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الى أن ‏رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يهدّد بعملية ‏عسكرية في رفح لكن الجيش الإسرائيلي غير جاهز لشنّها. ‏

واعتبر أن تفسير تهديد بنيامين نتنياهو المتكرر بالعملية ‏العسكرية في رفح يخدم غرضين، فإلى جانب فرصة التوصل ‏إلى صفقة الاسرى والمحتجزين الاسرائيليين، فإن رئيس ‏الوزراء يشتري لنفسه الوقت.‏

وأضاف محرر الشؤون العسكرية في "هآرتس": "لقد كان ‏القتال في قطاع غزة في إطار الاستعداد خلال الأيام الماضية. ‏وتدور المعركة الرئيسية في وسط القطاع في مدينة حمد، هذا ‏الحي القطري في شمال غرب خان يونس الذي دخله الجيش ‏الإسرائيلي قبل أسبوعين تقريبا. وفي الوقت نفسه، تُشن ‏غارات عسكرية محدودة في شمال قطاع غزة". ‏

ولفت الى أنه "في هذه العمليات، قتل المئات من عناصر ‏حماس وقتل مسلحون، والقتال ولو كان بأطر عسكرية صغيرة ‏يدور بالتوازي مع جهد دفاعي إسرائيلي يتركز في الضفة ‏الغربية وخط التماس تحسباً لأي تصعيد خلال شهر رمضان".‏

وتابع: "لقد شهد هذا الأسبوع بالفعل زيادة كبيرة في محاولات ‏تنفيذ عمليات، إلى جانب التوترات المتزايدة المحيطة بترتيبات ‏دخول المسلمين للصلاة في الحرم القدسي".‏

وأفاد موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي أمس، بأن "إدارة ‏الرئيس جو بايدن ستفكر في دعم عملية إسرائيلية في منطقة ‏رفح، إذا اكتفت إسرائيل بعملية مستهدفة وامتنعت عن احتلال ‏المدينة بأكملها". جاءت هذه التسريبات في أعقاب التصريحات ‏العلنية للرئيس بايدن، الذي حذر إسرائيل من القيام بخطوة ‏غير منسقة في رفح ودعاها إلى ضمان منع إلحاق الأذى ‏بأكثر من مليون مواطن فلسطيني متجمعين هناك.‏

وليس من المؤكد أن هناك حتى "طريق الملك" الذي يسمح ‏بإلحاق ضرر فعلي بقدرات حماس في رفح، من دون احتلالها ‏وفقا للمحلل العسكري لـ"هآرتس". وقال "على أية حال، ‏وخلافاً للتصريحات الإسرائيلية الرسمية، يبدو أن الجيش ‏الإسرائيلي ليس قادراً بعد على القيام بعمل فوري في رفح. ‏وسوف يستغرق الأمر عدة أسابيع لإجلاء السكان، ويتعيّن ‏على الجيش الإسرائيلي أن يخصص قوات كبيرة لهذه المهمة. ‏ومن المفترض أن يأتي هؤلاء من وحدات نظامية غير منتشرة ‏حالياً في الجنوب ومن قوات الاحتياط الذين عاد معظمهم إلى ‏منازلهم".‏

وبحسب "هآرتس"، فإن الإنجاز العسكري الرئيسي في الفترة ‏الماضية لا يزال موضع شك، على سبيل المثال اغتيال مروان ‏عيسى، الرجل الثالث في حماس في قطاع غزة، والذي قُتل ‏على ما يبدو في قصف سلاح الجو لمخيم النصيرات للاجئين ‏بداية الأسبوع ولا تتوفر لدى الاستخبارات الإسرائيلية حتى ‏الآن معلومات مؤكدة عن مقتل عيسى، لذلك تؤخد الأمور ‏بحذر".‏

وأوضح المحلل العسكري للصحيفة أن "التغيير الرئيسي الذي ‏حدث هذا الأسبوع يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي توسّعت ‏بشكل كبير تحت الضغط الأميركي. وبموجب إملاءات ‏الولايات المتحدة، سمحت إسرائيل بإسقاط المساعدات من ‏الجو، والآن أيضا عبر الطريق البحري، والذي من المقرر ‏إنشاؤه الشهر المقبل مع إنشاء رصيف بحري أميركي على ‏الساحل الشمالي لقطاع غزة". ‏

لم تحرز المفاوضات بشأن صفقة الاسرى و المحتجزين تقدماً ‏كبيراً هذا الأسبوع، ولكنها أيضاً لم تصل إلى طريق مسدود ‏تماماً. فقد أخطأ الأميركيون الموعد المستهدف الذي حددوه، ‏وهو بداية شهر رمضان في 11 آذار(مارس) ، ويضعون ‏اللوم في ذلك على التعنّت، وفقاً للصحيفة. ‏

ولم يستبعد المحلل العسكري لـ"هآرتس" أن تكون الزيادة ‏المبررة في تدفق شحنات المساعدات الى غزة تخدم حماس، ‏لأنها تقلل من ضغط سكان غزة للتوصل إلى اتفاق يوقف ‏القتال. لكن لا يزال أمام الولايات المتحدة شرطان لممارسة ‏الضغط على حماس عبر وسطاء قطر ومصر. قطر تستضيف ‏قيادة حماس في الخارج وتضخ الأموال إلى القطاع، ومصر ‏تسيطر على المدخل الخلفي للقطاع، من خلال معبر رفح ‏وربما أيضا من خلال الأنفاق المحفورة تحت الحدود. ومن ‏المحتمل أن يؤدي الاستخدام المكثف لنقاط الضغط هذه إلى ‏تقليص معارضة حماس للصفقة إلى إحراز تقدّم خلال شهر ‏رمضان".‏

ومضى قائلا: "إن تهديد نتنياهو المتكرّر بعملية برية في رفح ‏يخدم غرضين، فيما يتعلق بتقدّم صفقة تبادل الأسرى معرفة ‏ما إذا كانت مصر والولايات المتحدة والفلسطينيون يخشون ‏غزو الجيش الإسرائيلي لرفح، فربما يكون هناك مجال ‏للمرونة للتوصل إلى اتفاق. وفي الوقت نفسه يكسب نتنياهو ‏الوقت عبر الاشغال الذي لا نهاية له بمسألة الغزو المحتمل ‏لرفح ما يعطي المساحة لمناقشة نهاية الحرب ويؤجل النقاش ‏العام والسياسي حول التحقيق في الإغفالات التي أدت الى ‏هجوم 7 تشرين الاول/أكتوبر".‏

يقرأون الآن