أقام صندوق الزكاة في لبنان التابع لدار الفتوى حفل إفطار في "البيال"، برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وحضور العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية والنقابية والإعلامية والإجتماعية ورؤساء الجمعيات الإسلامية.
ورأى مفتي الجمهورية أن "الصندوق يشكل إستجابةً للإحتياجات المتزايدة لدى فئات عريضة من الناس. كانت ظروف الحروب الداخلية قد نالت منهم. ورغم أن صناديق الزكاة ساعدت مئات الآلاف، فإن أهم نجاحاتها كان في استمرارها. فنحن في حوالى العام الأربعين من عمر الصندوق، وما يزال قائمًا بل ومزدهرًا، والسر في هذا الإزدهار ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: صفاء نية الذين أقاموه، ولا شيء يفوق الإخلاص في إنجاح المؤسسات.
والثاني: الثقة بالمجتمع وكباره منذ قام الصندوق على أيدي أعمدة المجتمع وسواعده، الذين أسسوا وأورثوا وصنعوا، وما يزالون يصنعون الجديد والمتقدم في الخير والعطاء.
أمّا القسم الثالث: في نجاح مجتمع الزكاة، فهو المجتمع نفسه الذي أقبل بكل كوادره على الصندوق، تبرعًا وإنشاء، وهبات في العمل والمبادرة".
وأضاف: "أعاد صندوق الزكاة صنع مجتمع الخير في لبنان، وصار لدى الفقراء ملاذ ووجهة يقصدونها، ودفع كثيرين لتجديد الوعي بالواجبات الاجتماعية والأخلاقيات، والإلتفات لصنع الجديد والمتقدم".
وأشار إلى أن "الذي ينبغي قوله وسط هذه التحديات: أن المجتمع السياسي الذي كان ينبغي أن يكون له دور إيجابي، لوضع الأمور في نصابها، لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته، نحن في أوضاع ما عاد يمكن معها التكتم أو قراءة الخواطر. ولذلك: أشير بإصبع الإتهام إلى الفئة المسؤولة أكثر من غيرها، عما نحن فيه من شقاء وتعاسة، إنه المجتمع السياسي الذي يحتاج إلى: تقويم، وإلى استعادة الإحساس بالمسؤولية الوطنية".
وختم: "دار الفتوى حريصة على لبنان، وحقوق كل مكوناته تحت سقف الدولة ومؤسساتها، وتعول على حكمة المسؤولين لإيجاد حلول لأزماتنا وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية جامع بين اللبنانيين، وحكم بين السلطات، ليكون هو المثل والمثال للحاكم الصالح الحريص على شعبه".