وسَّعت أسعار النفطخسائرها، خلال معاملات اليوم الإثنين، بعدما سجَّلت أسوأ أسبوع منذ شهر أكتوبر الماضي، فقد أدت عودة تفشي وباء كوفيد -19 إلى إثارة المخاوف بشأن توقُّعات الطلب على المدى القصير، وتراجعت العقود الآجلة في نيويورك بالقرب من 65 دولاراً للبرميل بعد انخفاضها بنسبة 8% الأسبوع الماضي.
أدى تجدُّد تفشي فيروس كورونا إلى تخفيض شركة "غولدمان ساكس غروب إنك" لتوقُّعاتها للنمو الاقتصادي في الصين، التي أكملت مؤخَّراً برنامج اختبار شامل في مدينة ووهان - المركز الأصلي للوباء - بعد الحالات المؤكَّدة الجديدة. كما ارتفعت الإصابات في الولايات المتحدة وتايلاند.
وتعمل قوة الدولار على إضعاف جاذبية المواد الخام، مثل النفط والذهب. حافظت العملة على مكاسبها بعد أن قفزت يوم الجمعة بعد تقرير الوظائف القوي في الولايات المتحدة الذي غذَّى الرهانات حول أنَّ مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في تخفيف برنامج التحفيز.
تجدد قيود "كورونا"
واجه النفط رياحاً معاكسة قاسية هذا الشهر، إذ تجتاح سلالة فيروس "دلتا" المتحوِّلة سريعة الانتشار جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تجدُّد القيود على الحركة في بعض المناطق، ويتزامن مع زيادة الإنتاج من "أوبك+"، ومن المنتظر أن تقدِّم وكالة الطاقة الدولية عرضاً موجزاً محدثاً عن السوق يوم الخميس.
ستزيد مجموعة "أوبك+" من الإمدادات الشهرية بمقدار 400 ألف برميل يومياً اعتباراً من شهر أغسطس، وتستمر حتى يجري إحياء كامل إنتاجها أثناء فترة الوباء. في حين أنَّ تفشي موجة مرض كوفيد -19 الأخيرة يجعل التوقُّعات ضبابية؛ تشير التقديرات إلى أنَّ السوق ستكون قادرة على امتصاص براميل الإنتاج الإضافي مع تسارع الطلب.
قال دانييل هاينز، كبير محللي السلع في شركة "أستراليا آند نيوزيلندا بانكينغ غروب ليمتد"( Australia and New Zealand Banking Group Ltd.): "يبدو أنَّ النفط عالق في تحرُّكات السوق الأوسع عبر مجموعة السلع الأساسية، تشير المؤشرات إلى أنَّ الطلب ما يزال قوياً في الأسواق الرئيسية، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، ولا أستطيع أن أتوقَّع استمرار عمليات البيع هذه لفترة أطول إذا استمر الحال على هذا النحو".
الأسعار
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط لعقود تسليم سبتمبر المقبل بنسبة 3.7% ليصل إلى 65.77 دولاراً للبرميل في بورصة نيويورك التجارية في الساعة 12:48 مساء بتوقيت سنغافورة بعد تسجيله هبوطاً بنسبة 7.7% الأسبوع الماضي.
خسر خام برنت لعقود تسليم أكتوبر المقبل بنسبة 3.5% ليصل إلى 68.26 دولاراً في بورصة أوروبا في تداولات "إنتركونتيننتال إكستشينغ" للعقود الآجلة بعد انخفاضه بنسبة 0.8% يوم الجمعة.
تؤثِّر سلالة "دلتا" المتحوِّلة أيضاً على هيكل سوق النفط، فقد تقلَّص هامش الوقت الفوري لخام برنت محقِّقاً 35 سنتاً للبرميل عمولة تأجيل التسليم - وهي إشارة صعودية، إذ تكون العقود المؤرَّخة قريباً أغلى من العقود المؤرَّخة في وقت متأخر. هذا بالمقارنة مع عمولة تأجيل التسليم التي بلغت 69 سنتاً في الأسبوع السابق.
أكملت السلطات الصينية في ووهان الاختبارات لنحو 11.3 مليون شخص، وهو ما يغطي معظم سكان المدينة، وفقاً لبيان صحفي حول مكافحة الفيروس يوم الأحد.
في الولايات المتحدة، ارتفعت أعداد الإصابات الجديدة إلى أكثر من 100 ألف يومياً في المتوسط، وعادت إلى مستويات الزيادة في حالات الإصابة في فصل الشتاء قبل ستة أشهر.
خفَّضت شركة "غولدمان" توقُّعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للعام بأكمله للصين إلى 8.3 % من 8.6 %، على افتراض أنَّ الحكومة ستضع تفشي المرض تحت السيطرة في غضون شهر تقريباً. تتزايد المخاطر الاقتصادية مع ارتفاع التضخم في أسعار بوابة المصانع مرة أخرى، وارتفاع أسعار المستهلك الأساسية بأكبر قدر في 18 شهراً.
بلومبرغ الشرق