دولي

الليزر رهان تايواني في تعزيز قدراتها العسكرية

الليزر رهان تايواني في تعزيز قدراتها العسكرية

مع احتدام التوترات في مضيق تايوان، تستعد تايبيه لإحداث "ثورة" في قدراتها العسكرية، على حد تعبيرها، من خلال استثمار "جريء" في "الحرب المستقبلية" عبر تنفيذ نظام سلاح ليزر مثبت على مركبة بقدرة 50 كيلووات من المقرر الكشف عنه بحلول نهاية العام الجاري.

وتُعد هذه الخطوة إشارة واضحة على سعي تايوان لتعزيز آلياتها الدفاعية وسط تصاعد الاحتكاك الجيوسياسي مع الصين، وفق موقع Warrior Maven.

وجرى تثبيت نظام الليزر على المركبات المدرعة من طراز CM-32 Clouded Leopard، ما يُجسّد خطوة كبيرة في التكتيكات الدفاعية لتايوان، وتم تصميم هذا النظام لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة، وفقاً لمعهد Chungshan للعلوم والتكنولوجيا.

وتسلط هذه المبادرة، المدعومة بجهود البحث والتطوير التعاونية، الضوء على استراتيجية الدفاع الشاملة التي تنتهجها تايوان، والتي تجمع بين الابتكار المحلي والتعاون الدولي.

ويُشكل سلاح الليزر جزءاً من "مشروع الحماية من الصواعق" الطموح في تايوان، والذي يهدف إلى تحصين ترسانة الدفاع الجوي للجزيرة. ويمر المشروع حالياً خلال المراحل الأولية من التجارب منخفضة الطاقة، مع وضع خارطة طريق للتصعيد إلى مراحل اختبار أكثر فعالية قريباً.

وعلى غرار آلية الدفاع الجوي "القبة الحديدية" الإسرائيلية، يركز مشروع تايوان على التخفيف من المخاطر الجوية بأقصى دقة مع تقليل الأضرار الجانبية.

ويتوقع أن يؤدي اعتماد تكنولوجيا الليزر المتطورة إلى رفع الموقف الدفاعي لتايوان بشكل كبير ضد التهديدات المحتملة، ما يوفر إجراء مضاداً فعالاً من حيث التكلفة ويمكن الاعتماد عليه للتحديات القتالية المعاصرة.

مناورة محسوبة

ويتجاوز المشروع مجرد الدفاع، إذ أنه "مناورة تايوان المحسوبة" في الديناميكيات الأمنية المعقدة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما يؤكد التحول نحو أسلحة الطاقة الموجهة على الانتقال إلى استراتيجيات دفاعية أكثر دقة واقتصادية، ومهارة في مواجهة تنوع وحجم التهديدات الحديثة. 

وتُعتبر التكلفة المترتبة على اعتراض الصواريخ بواسطة تكنولوجيا الليزر أقل بكثير من الدفاعات الصاروخية التقليدية، ما يوفر بديلاً مستداماً لآليات الدفاع الجوي التقليدية.

وإلى جانب فائدتها العسكرية المباشرة، تتمتع هذه التكنولوجيا بإلقدرة على إعادة تعريف الاشتباكات في ساحة المعركة، وتقدم إجراءات مضادة سريعة ودقيقة ضد التهديدات المتنوعة، بدءاً من الطائرات المسيّرة والصواريخ وحتى الطائرات المأهولة، مع التخفيف من الضغوط اللوجستية والمالية المرتبطة بالأسلحة التقليدية.

ويعكس سعي تايوان لتطوير سلاح ليزر بقدرة 50 كيلووات يُثبت على مركبة، نية اعتماد استراتيجية أوسع لنسج حلول دفاعية متقدمة في استجابتها للتوترات الإقليمية، كما يضع الجزيرة في خطوط المواجهة للتكنولوجيا العسكرية المعاصرة.

وبانتقال هذا المشروع من مرحلة الاختبار إلى النشر التشغيلي المحتمل، فمن المقرر أن يلعب دوراً محورياً في الدفاع المستقبلي عن تايوان.

إنفاق الصين الدفاعي

يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الصين أنها ستزيد ميزانيتها الدفاعية هذا العام بنسبة 7.2% لتبلغ 231 مليار دولار تقريباً، وأُعلنت الزيادة المماثلة لزيادة العام الماضي، في افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (البرلمان).

وبذلك، ستنفق الصين على الدفاع 1665 تريليون يوان (231.4 مليار دولار) هذا العام، بحسب تقرير الميزانية الذي يحدد الخطط المالية للحكومة للعام الجاري.

وتمتلك الصين ثاني أكبر ميزانية دفاعية على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، على الرغم من أن الجيش الصيني يتجاوز نظيره الأميركي من حيث عدد الأفراد.

ومع ذلك، فإن الإنفاق العسكري الصيني كان أقل بنحو 3 أضعاف من إنفاق واشنطن في السنوات الأخيرة.

وقال الناطق باسم المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني،لو تشينجيان، إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيحافظ على "نمو معقول" في ميزانيته الدفاعية لـ"حماية سيادته وأمنه ومصالحه التنموية".

ويواصل إنفاق الصين على قواتها المسلحة ارتفاعه منذ عقود، وهو ما يتماشى على نطاق واسع مع النمو الاقتصادي.

ويُمثّل الإنفاق العسكري الصيني 1.6% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، وهو أقل بكثير من الإنفاق العسكري في الولايات المتحدة، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

يقرأون الآن