كان الحديث عن الشباب والشابات في الصين الذين يخططون لحفلات زفاف "بسيطة" بدلًا من الحفلات التقليدية التي تجمع مئات الضيوف من بين الموضوعات الأكثر انتشارًا على مواقع التواصل الإجتماعي في البلاد بعد أن نشرت الهيئة الحكومية المختصة بحقوق المرأة مقالًا يحث على ترشيد النفقات في حفلات الزفاف.
وجاء في المقال الذي نشره "الإتحاد النسائي لعموم الصين"، وظهر في قائمة الأكثر تداولًا على محرك البحث الصيني "بايدو"، يوم أمس الثلاثاء، أن التكاليف والوقت اللازمين لإعداد حفلات الزفاف الكبيرة يتسببان في إنهاك المقبلين على الزواج.
وتشمل أوجه التوفير المقترحة التجاوز عن طقوس مثل إستئجار السيارات الفارهة والمصورين الفاخرين والهدايا التذكارية للضيوف. ويحث المقال على إقامة حفل صغير للعائلة والأصدقاء المقربين.
وقال اثنان من المقبلين على الزواج في مقابلة إنهما أنفقا نحو 6000 يوان (831 دولارًا) على حفل زفافهما، وهو أقل بكثير من حفلات الزفاف التقليدية التي قد تكلف أكثر من 200 ألف يوان (27700 دولار).
وذكر المقال أن التحول إلى أسلوب أكثر بساطة مهم لتطوير عادات مستقبلية جيّدة.
وأضاف: "من منظور إجتماعي، تعتبر الإحتفالات الباهظة بالمناسبات السعيدة عادة سيئة.. وانتشار نمط حفلات الزفاف البسيطة يلبي الطلب على حفلات زفاف منخفضة التكاليف وسيساعد في تطوير عادة جيّدة".
ويأتي المقال في وقت قفز فيه عدد الزيجات الجديدة في الصين بنحو 12.4% على أساس سنوي في 2023، منهيًا بذلك ما يراوح عشر سنوات من التراجع، إذ أقام الكثيرون حفلات زفافهم بعد تأجيلها بسبب جائحة كورونا.
ويحاول صناع السياسات إنهاء مسار الإنخفاض في المواليد الجدد بعد تراجع عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي في 2023.
وترتبط معدلات الزواج في الصين ارتباطًا وثيقًا بمعدلات المواليد، ممّا يعني أن زيادة الزيجات يمكن أن تؤدي إلى ولادة المزيد من الأطفال وتقليص انخفاض عدد السكان في 2024.
وتعهّد رئيس الحكومة الصينية لي تشيانغ في آذار/ مارس بأن تعمل البلاد من أجل "مجتمع يشجع على الإنجاب وتعزيز تنمية سكانية متوازنة على المدى الطويل، وخفض تكاليف الإنجاب وتربية الأطفال والتعليم".
وأرجأ العديد من الشباب والشابات الزواج وإنجاب الأطفال بسبب ارتفاع التكاليف.
وقالت مؤسسة بحثية صينية بارزة في شباط/ فبراير الماضي، إن الصين واحدة من أغلى الأماكن في العالم لتربية طفل، مقارنةً بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.