بعد إعلان السلطات، مساء الثلاثاء، تعليق عمليات البحث عن 6 أشخاص فُقد أثرهم إثر انهيار جسر في المدينة الأميركية جراء اصطدام ناقلة حاويات به، واعتبار المفقودين أمواتاً، ألقى مؤيدو نظرية المؤامرة والمتطرفون اليمينيون اللوم على كل شيء وكل شخص تقريبا في المأساة.
فقد انتشرت العبارة التي يستخدمها عادة منظرو المؤامرة لوصف المؤامرات الشائنة، رائجة على الإنترنت بعد الاصطدام، حيث اعتبر هؤلاء أن قائمة غير شاملة من الأشياء تسببت بانهيار الجسر وفق حساباتهم على تليغرام وX، بينها الرئيس بايدن، وحركة حماس، وتنظيم داعش، وبي ديدي، ونيكلوديون، والهند، والرئيس السابق باراك أوباما، والفضائيون، وسريلانكا، والعالم الاقتصادي، حتى الأمم المتحدة، وأوكرانيا، والمساعدات الخارجية، ووكالة المخابرات المركزية، وإسرائيل، وروسيا، والصين، وإيران، ولقاحات كوفيد، DEI، والمهاجرون، وكذلك عمليات الإغلاق، وفقاً لصحيفة "الغارديان".
وعلى الرغم من أن منظري المؤامرة يواجهون صعوبة في تحديد سبب الانهيار بالضبط، فإن الشيء الوحيد الذي يتفقون عليه هو أن هذا الحادث هو "حدث البجعة السوداء"، وهو مصطلح موجود منذ عقود يستخدم لوصف حدث عالمي كبير خصوصا في الأسواق المالية، ويمكن أن يسبب ضررا كبيرا لاقتصاد الدولة.
لكن في السنوات الأخيرة، تم اختيار هذا المصطلح من قبل أصحاب عقلية المؤامرة لشرح حدث أثاره ما يسمى بالدولة العميقة والذي من شأنه أن يشير إلى ثورة وشيكة، أو حرب عالمية ثالثة، أو كارثة مروعة أخرى.
وكان من أوائل الأشخاص الذين وصفوا انهيار الجسر بأنه حدث البجعة السوداء هو مستشار الأمن القومي الأميركي السابق مايكل فلين، حيث كتب على X: "هذا حدث البجعة السوداء. عادة ما تخرج البجعات السوداء من عالم المال وليس الجيش، هناك سادة موانٍ لكل واحدة من نقاط العبور هذه في أميركا مسؤولون عن ضمان سلامة الملاحة، ابدأ من هناك.
كما نشر المؤثر الكاره للنساء أندرو تيت، الذي اتُهم في رومانيا بالاغتصاب والاتجار بالبشر، على موقع X في وقت مبكر من صباح الثلاثاء: "لا شيء آمن. حدث البجعة السوداء وشيك".
إلى أن سرعان ما بدأ المتآمرون والمتطرفون والمشرعون اليمينيون في التوصل إلى تفسيرات لما هي آثار "حدث البجعة السوداء".
يشار إلى أن السلطات في بالتيمور كانت أعلنت، مساء الثلاثاء، تعليق عمليات البحث عن 6 أشخاص فُقد أثرهم إثر انهيار جسر في المدينة الأميركية جراء اصطدام ناقلة حاويات به، مشيرة إلى أن المفقودين الستة باتوا الآن يُعتبرون في عداد الموتى.
وقال المسؤول في خفر السواحل نائب الأدميرال شانون غيلريث خلال مؤتمر صحافي، إنه "بناء على المدة التي استغرقتها عمليات البحث ودرجة حرارة المياه، فنحن الآن لا نعتقد أننا سنعثر على هؤلاء الأفراد على قيد الحياة".
ومنذ انهيار جسر فرنسيس سكوت كي المروري المهم في بالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، استعانت السلطات بمسيرات ومروحيات وغواصين، ما سمح بالعثور على ناجيَين، أحدهما مصاب بجروح خطيرة.
وكان طاقم السفينة كان أبلغ السلطات قبيل الحادث بمشكلة تقنية جعلت السفينة تفقد قوة الدفع بصورة مؤقتة، بحسب ما كشف حاكم ولاية ماريلاند ويس مور، ما سمح بوقف جزء من الحركة المرورية على الجسر وإنقاذ أرواح.
وأظهرت تسجيلات لكاميرات مراقبة ناقلة حاويات تصطدم بإحدى ركائز جسر فرنسيس سكوت كي الذي تم تدشينه في عام 1977، ما تسبب بانهيار عدة أقواس من الجسر في النهر.