دولي

التدريبات المشتركة.. محللون: "لا تحالف حقيقي" بين روسيا والصين

التدريبات المشتركة.. محللون:

تدريبات عسكرية روسية صينية في شمال غرب الصين - أ ف ب

قلل محللون من أهمية التدريبات العسكرية الصينية الروسية المشتركة، التي بدأت قبل نحو أسبوع، في شمال غرب الصين، وقالوا إنه رغم هذا "الارتباط" الظاهري بين الجيشين إلا أن لديهما "أهدافا مختلفة".

وشملت التدريبات استخدام نظام قيادة وتحكم مشترك للمرة الأولى، ودمج لقوات البلدين، واختبار أسلحة جديدة، وقامت القوات الروسية باستخدام المعدات الصينية الصنع، ومن بينها المركبات الهجومية المدرعة، لأول مرة.

وقالت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) نقلا عن مسؤولين صينيين وروس إن التدريبات تهدف إلى "تعميق عمليات مكافحة الإرهاب المشتركة بين الجيشين الصيني والروسي وإظهار التصميم الراسخ وقوة البلدين على حماية الأمن والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي".

ورأت الوكالة الصينية أنها "تعكس الارتفاع الجديد للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا للتنسيق لعصر جديد والثقة الاستراتيجية المتبادلة والتبادلات العملية والتنسيق بين البلدين".

لكن محللين في الغرب وفي روسيا شككوا في القيمة العسكرية الحقيقية للتدريبات، مشيرين إلى أن بكين وموسكو تسعيان على الأرجح إلى تحقيق أهداف مختلفة، وفق تقرير لشبكة "سي أن أن".

ووصف بيتر لايتون، زميل معهد جريفيث آسيا في أستراليا، في حديث مع "سي أن أن" التدريبات بأنها "مسرحية موجهة لوسائل الإعلام" مشيرا إلى أن أخبار التدريبات طغت على وسائل الإعلام الحكومية الصينية، الأسبوع الماضي، مع نشر العديد من القصص والصور ومقاطع الفيديو عن شمال غرب الصين.

وقال لايتون إن التدريبات بدت منسقة للغاية، دون إعطاء العديد من الفرص لما أسماه "اللعب الحر"، أي ترك القادة على الأرض اتخاذ قرارات حاسمة في خضم المعركة، رغم أن "اللعب الحر هو ما يشحذ المهارات العسكرية، وليس الأحداث الشبيهة بالرقص الجوي".

وقال ألكسندر غابوييف، رئيس برنامج روسيا في آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة كارنيغي في موسكو، إنه بينما روج الجانبان لعلاقاتهما الوثيقة "لا يبدو أن تحالفا قتاليا حقيقيا بينهما سيحدث".

وأوضح على تويتر أن التحالف الرسمي من شأنه أن يحد من استقلالية كل جانب، بينما لا تريد الصين الالتزام بالانخراط في شبه جزيرة القرم كما أنه ليس لروسيا أي مصلحة حقيقية في تايوان أو بحر الصين الجنوبي.

وقد تكون دوافع روسيا على المدى الطويل مادية أكثر منها عسكرية، وفق المحلل، ويقول إن روسيا ترى "فرصة سانحة" لبيع المزيد من الأسلحة للصين، التي لا تزال تحتاج إلى التكنولوجيا الروسية رغم قيامها بتحديث جيشها.

ويشير إلى أن الصين تستثمر من خلال التدريبات في الحصول على خبرة الجيش الروسي في ساحات المعارك الحقيقية، بعد تجربته في سوريا وشبه جزيرة القرم، وقد يتم نقل جزء من هذه الخبرة إلى القوات الصينية خلال التدريبات المشتركة. وكانت آخر مرة دخلت فيها الصين حربا أثناء النزاع الحدودي مع فيتنام عام 1979.

وذكر تقرير للاستخبارات الأميركية، نشر في أبريل الماضي، أن سعي الصين لأن تصبح قوة عالمية يعد التهديد الأكبر للأمن القومي الأميركي بينما تشكل جهود روسيا لتقويض النفوذ الأميركي وتصوير نفسها باعتبارها طرفا رئيسيا تحديا أيضا.

وحذّر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن حلف الاطلسي يواجه تحديات جديدة في التعامل مع الصين وروسيا.

وقررت دول الحلف في قمتها، التي عقدت قبل أسابيع، رص صفوفها بمواجهة طموحات الصين المعلنة في أوروبا و"التهديد المتنامي" الناجم عن تعزيز روسيا ترسانتها العسكرية.

وعبر البيان الختامي للقمة عن مخاوف في طليعتها روسيا والصين، وقال إن روسيا هي مصدر القلق الأول.

الحرة

يقرأون الآن