مع فتح صفحة جديدة من صفحات الصراع الإيراني الإسرائيلي على أراضي دمشق، بهجوم طال منشأة دبلوماسية إيرانية، تكثر التساؤلات حول طبيعة الإستهداف وكيفية تطبيقه اعتمادًا على معلومات إستخباراتية دقيقة.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، قال مسؤولون إيرانيون إن الغارة التي أدّت إلى مقتل قائد عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي وقادة آخرين، استهدفت اجتماعًا "سريًا" بين مسؤولي المخابرات الإيرانية وقادة من حركة الجهاد الفلسطينية في المبنى الملاصق لمبنى السفارة الإيرانية في دمشق.
كيف تحصل إسرائيل على معلوماتها؟
وأعاد الإستهداف الدقيق للمبنى الملاصق لسفارة إيران في دمشق إلى الأذهان ما تمّ تداوله مؤخرًا عن آليات تسريب المعلومات الأمنية عن أماكن تواجد القادة الإيرانيين في سوريا وطبيعة اجتماعاتهم.
وقالت تقارير صحافية خلال فترة التصعيد الأخيرة إن الحرس الثوري نقل للجانب السوري "مخاوفه من تورط قوات الأمن السورية في تسريب معلومات عن قواته".
كما قالت مصادر مطلعة إن الحرس الثوري الإيراني قلص نشر كبار ضباطه في سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية المميتة، وسيعتمد أكثر على فصائل متحالفة مع طهران للحفاظ على نفوذه هناك.
وقالت ثلاثة من المصادر إنه بينما يطالب غلاة المحافظين في طهران بالثأر، فإن قرار إيران سحب كبار الضباط مدفوع جزئيًا بحرصها على ألا تنجر إلى صراع يحتدم في أنحاء الشرق الأوسط.
وأضافت أن إيران لا تنوي الإنسحاب الكامل من سوريا، وستعتمد على إدارة عملياتها في سوريا عن بعد بمساعدة حزب الله اللبناني.
وتعكس الإستهدافات المتتالية للقادة الإيرانيين في لبنان وسوريا قصورًا أمنيًا إيرانيًا واضحًا في مناطق النفوذ التي يتم رصد الأهداف بداخلها اعتمادًا على معلومات دقيقة.
ومع تلقّي طهران ضربات موجعة متتالية باغتيال إسرائيل عدة قيادات تابعة لها في سوريا ولبنان، يرى خبراء أن بصمات الإستخبارات الإسرائيلية باتت واضحة في مناطق النفوذ الإيرانية، بينما تراجعت قدرة طهران على الرد المماثل.