كشفت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية أن إيران أطلقت على إسرائيل ما يزيد على 330 مسيرة وصاروخا، خلال "الرد الإيراني" على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في وقت سابق.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إيران أطلقت، خلال هجومها: 185 طائرة مسيرة، 36 صاروخ كروز،
110 صواريخ أرض أرض، في حين استمرّ الهجوم الإيراني نحو 5 ساعات.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية هذه الأرقام.
علامات استفهام
هذا الهجوم الكبير لم يُحدث أضرارا على الأرض لا في البنية التحتية ولا في المواقع العسكرية الإسرائيلية ولا حتى المدنية، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول نوعية الصواريخ وما اذا كانت تحمل متفجرات أو أنها مجسمات فقط.
أضف الى ذلك، ما برز الى العلن عن "غض نظر" أميركي على هذا الرد، بمعنى أن واشنطن كانت قادرة على توجيه انذار حاسم لطهران كما فعلت بعيد مقتل قاسم سليماني في بغداد، بعدم الرد على نطاق واسع، لكنها لم تفعل.
إلتزام بالقواعد
هل أرادت واشنطن من خلال ذلك أن تقول لنتنياهو "إلتزم بالقواعد المعمول بها"، خصوصا وأنه لم يخبر الإدارة الأميركية مسبقا بـ"ضربة القنصلية".
بذلك يكون بايدن قد وجه رسالتين الى ايران واسرائيل، لإيران بأننا على الحياد بقواعدنا وسفننا، مبقيا الباب مفتوحا لتواصل أمني، ولإسرائيل ولنتنياهو بالتحديد بأن واشنطن من تحمي اسرائيل وليس أي رئيس للوزراء داخل الكيان.
الدور العراقي
تذهب أوساط إعلامية في الغوص أكثر بالدور العراقي وما إذا كانت زيارة رئيس الوزراء العراقي الى واشنطن قد أسهمت في بلورة الرد المحدود، ولأماكن محددة تكون الخسائر فيها قليلة وتحفظ "ماء وجه إيران" أمام أذرعها في المنطقة.
وما يعزز هذا السيناريو ما قاله مصدر مطلع لـ"سكاي نيوز عربية" إن الولايات المتحدة كانت على معرفة سابقة بموعد الرد الإيراني على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، إضافة إلى مواقع الصواريخ والمسيرات الإيرانية منذ صباح السبت.
وأضاف المصدر أن عددا من دول المنطقة نصحت الولايات المتحدة بضرورة إقناع إسرائيل بعدم الرد على الهجوم الإيراني.
وأشار إلى أن واشنطن قامت بإبلاغ ما لديها من معلومات لإسرائيل وعدد من الدول الصديقة، مضيفا أن الولايات المتحدة لديها قلق كبير من رد إسرائيل على إيران وتفاقم الأوضاع في المنطقة.
وهكذا يتكرر سيناريو الإغتيالات، وما يتبعه من ردود هزيلة، كما حصل مرات عديدة مع لبنان وسوريا واليوم مع إيران.
القواعد واضحة... واشنطن وحدها من تدور الزوايا في المنطقة.