هل تقصف إٍسرائيل إيران من أذربيجان؟

يرجح حبراء استراتيجيون أن تقدم إسرائيل على قصف مواقع عسكرية في إيران مستخدمة الطريق الأنسب اليها، حيث تعد أذربيجان الشريك العسكري وتربطها بها اتفاقية "باكو" العسكرية. فكم تبعد المسافة بالطائرة من اسرائيل الى أذربيجان.

في رحلة تجارية عادية، يستغرق السفر نحو 3 ساعات، ما يعد السبيل الانسب لتنفذ الطائرات الحربية الاسرائيلية هجومها من دون عناء مخاطر الطريق.

وتعود الشراكة الأمنية بين أذربيجان وإسرائيل الى أكثر من عقد من الزمان، حيث أرسل رئيس الأركان الإيراني اللواء حسن فيروز آبادي تهديداً مبطّناً إلى أذربيجان لأنها استقبلت الرئيس الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريس في عام 2009. وحذر فيروز آبادي بشكل قوي الرئيس علييف من أنه «سيواجه مستقبلاً مظلماً لأن يقظة الناس لا يمكن قمعها عن منح الكيان الصهيوني الحرية للتدخل في شؤون بلاده».

في حين أن كلاً من إيران وأذربيجان دولتان شيعيتان، إلا أن هناك فرقاً مهماً: فقد ورثت أذربيجان ثقافة علمانية وحافظت عليها منذ سبعة عقود في الاتحاد السوفياتي؛ إيران غير مستعدة لقبول أن الهوية العلمانية لأذربيجان ترتكز على الثقافة التركية وتشعر بالإحباط والمرارة من نفوذ تركيا المتزايد داخل حدود جارتها. في غضون ذلك، حاولت إيران، لكنها فشلت، نشر الثورة الشيعية في أذربيجان.

العامل الثاني هو عدم رغبة إيران في قبول دولة شيعية علمانية ترى أنها تنتمي إلى مجال النفوذ التقليدي لبلاد فارس. ولا تحظى الأصولية الشيعية الإيرانية، بحسب مقالة لهدى الحسيني في الشرق الاوسط، بأي دعم فعلي فيها. وفي الوقت نفسه، فإن 8 في المئة فقط من المواطنين الأذربيجانيين، يؤيدون جعل الشريعة قانوناً رسمياً في بلادهم. وتوفر أذربيجان الحديثة والعلمانية الدعم للمعارضة الإيرانية من خلال منحهم مساراً بديلاً يسلكه بلدهم.

 ناهيك عن أنه على الحدود الإيرانية الأذربيجانية، لدى إسرائيل مواقع تنصت وتستخدم طائرات من دون طيار لجمع معلومات استخبارية حول الشؤون العسكرية الإيرانية. 

تجدر الإشارة إلى أن إعلان شوشا ينص على أنه «إذا كان هناك من تهديد أو عمل عدواني من دولة أو دول ثالثة ضد استقلالها أو سيادتها أو سلامتها الإقليمية أو حرمة أو أمن حدودها المعترف بها دولياً، فإن الأطراف كلها ستجري مشاورات مشتركة».


يقرأون الآن