توفي الصحافي الأميركي تيري أندرسون الذي خطفه ناشطون إسلاميون في لبنان عام 1985 واحتُجز رهينة لست سنوات، عن عمر يناهز 76 عامًا أمس الأحد، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
كان أندرسون مديرًا لمكتب وكالة "أسوشيتد برس" في بيروت، والرهينة الغربية الأطول احتجازًا في لبنان.
وهو كان رهينة لدى "الجهاد الإسلامي" في لبنان من 1985 إلى 1991.
وتوفي بمنزله في غرينوود ليك بنيويورك بعد مضاعفات ناجمة من جراحة في القلب خضع لها أخيرًا، حسبما نقلت الوكالة عن ابنته سولومي أندرسون.
وأندرسون الجندي السابق في مشاة البحرية، تحوّل رمزًا لما واجهه الصحافيون الأجانب وسواهم من الغربيين من مخاطر في لبنان خلال تلك الفترة من الإضطرابات التي شهدتها البلاد.
وبعد إطلاق سراحه، كتب أندرسون مذكراته في كتاب كان من بين الأكثر مبيعًا، بعنوان "عرين الأسود"، وروى فيه محنته على يد حركة "الجهاد الإسلامي" الموالية لإيران.
ووُلدت ابنته بُعيد خطفه، وبسبب أسره لم يلتق بها إلّا عندما بلغت السادسة من عمرها.
خدم أندرسون، المتحدر من ولاية أوهايو، لمدّة ست سنوات في مشاة البحرية، وشارك في القتال في فيتنام قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة لدراسة الصحافة.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أنه عمل لديها في الولايات المتحدة واليابان وجنوب أفريقيا قبل أن يتوجّه إلى لبنان عام 1982 لتغطية الغزو الإسرائيلي، وبقي هناك بينما كانت البلاد تنزلق إلى الفوضى.
وبعد إطلاق سراحه، عاد أندرسون إلى الولايات المتحدة ودرّس في عدد من الجامعات قبل أن يتقاعد منذ نحو عقد من الزمن.
وفي العام 1991، كتبت صحيفة "النهار" عن تحرير أندرسون، نقتطع منه الآتي: "في 16 آذار 1985، أدرك كبير مراسلي (الأسوشيتد برس) في الشرق الأوسط تيري أندرسون أنه ارتكب خطأ فظيعًا، والآن سأدفع ثمن عدم الأصغاء إلى نصيحة مغادرة بيروت التي أفرغتها الحرب من المراسلين الأجانب. عائدًا من مباراة في كرة المضرب مع أحد أصدقائه، وجد الصحافي الأميركي نفسه في صندوق سيارة نقلته إلى الأسر، وجعلته الأجنبي الذي أمضى الوقت الأطول مخطوفًا في الغربية".
لم تكن عملية الخطف المحاولة الأولى التي يتعرض لها أندرسون، بل تلت محاولة فاشلة في الليلة التي سبقت: "كنت أحمق! هل من الممكن ألا يحاولوا خطفي مجددًا في اليوم التالي؟ في اللحظة التي سحبت فيها من سيارتي أدركت أن الأمر سيكون طويلًا وسيئًا"، انطلاقًا من متابعته الميدانية لـ"موجة" خطف الرهائن الأجانب التي طبعت المراحل الأخيرة من الحرب اللبنانية، واقتناعه بأن الأمر "سياسي ولا يتعلق بدفع فدية والعودة الى المنزل"، نَدمَ الرجل لأنه لم يستمع إلى نصائح وكالته بالمغادرة "لأنني كنت مقتنعًا بأن الوقت لم يحن بعد ومن المهم تغطية ما يحدث. الأكيد انني ندمت لأن أحدًا لا يريد خوض هذه التجربة".