في جولة تستمر قرابة 19 شهرًا، قضت تايلور سويفت نجمة البوب الاميركية منها حتى الان 12 شهرًا، ولم تجذب انظار معجبيها حول القارات في العالم فحسب خلال هذه الفترة، بل جعلت الأرقام تتحرك، ودفعت كبرى المؤسسات الحكومية والمستقلة المعنية بالاقتصاد العالمي تعيد حساباتها وتتابع باهتمام بالغ ما الذي تفعله سويفت بالاقتصاد العالمي، في حدث يعيد التفكير والتساؤل عن مدى تأثير الفن والفنانين على الاقتصادي العالمي، كما يطرح تساؤل باهتمام عما اذا كان هنالك في العالم العربي فنان يستطيع ان يأتي بجزء بسيط من سويفت او يستطيع تحريك الأرقام بشكل ملحوظ.
انطلقت الاميركية الشهيرة سويفت في جولة غنائية مدتها عام و7 أشهر، منذ آذار/ مارس 2023، وتستمر حتى كانون الأول/ ديسمبر 2024 المقبل، وتشمل جولتها إقامة 146 حفلة في الملاعب وبيعت تذاكرها بالكامل مسبقًا، وتشمل الجولة أميركا الشمالية والجنوبية، وأوروبا وأستراليا واسيا وكندا، أي 5 قارات.
تسببت جولة تايلور سويفت، بارتفاع الاستهلاك للطعام، واشغال الفنادق والمطاعم، والتنقل والسفر لحضور حفلاتها، حتى اصبح اشغال الفنادق والطلب عليها هو الأعلى منذ جائحة كورونا.
وصف بنك نومورا الاقتصادي العالمي، ان تداعيات عروض تايلور سويفت على الاقتصاد العالمي تستحق المتابعة، مبينا انه بين الربعين الأول والثالث من عام 2023، أدت عروض سويفت وحدها إلى رفع مبيعات التجزئة الاسمية في الولايات المتحدة بنسبة 0.03%، والناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.02%.
في اليابان، شكلت عروضات سويفت 0.5% من نمو الاستهلاك الاسمي، وفقًا لحسابات البنك الياباني.
وشهدت المدن التي زارتها سويفت ارتفاعا بالتضخم بنسبة 2.1 نقطة مئوية في أماكن الإقامة خلال شهر زيارة سويفت اليها.
من المتوقع ان تصل إيرادات جولة تايلور سويفت إلى مليار دولار، فيما بلغت إيرادات سويفت حتى الان منذ انطلاق الجولة اكثر من 190 مليون دولار، وأصبحت اول فنانة او فنان ملياردير جمع أمواله "من الفن فقط".
البنك الفيدرالي الأميركي علق على ذلك بوصفه "عامل تايلور سويفت"، وقال رئيس البنك: "نحن نشهد تناوب الإنفاق من السلع إلى الخدمات الذي كنا نتحدث عنه قبل عام، وبات الناس يسافرون أكثر، ويرتادون المطاعم، ويذهبون إلى العروض الفنية".
يتفق خبراء الاقتصاد وجود تأثير للرياضة والفن بالتأكيد على اقتصادات الدول والممارسات الاستهلاكية للمواطنين والشعوب، لكنها عادة ماتكون تراكمية وبشكل لايمكن ملاحظته، الا ان الجولة المكثفة لسويفت ربما، فضلا عن تأثيرها وحجم جماهيرها، جميعها قادت الى ملاحظة مدى تحرك وتغير الأرقام العالمية والدولية.
على الصعيد العربي، وحتى العراقي هناك أمر مؤكد بمدى تأثر القطاع الاقتصادي بقطاع الرياضة، ففي نظرة لاجواء بطولة كأس الخليج 25 في البصرة، يعرف الجميع مدى التجمهر والاستهلاك للطعام والفنادق ووسائل النقل من قبل جماهير الخليج وكذلك الجماهير العراقية التي تجمهرت من جميع المحافظات، وكذلك الامر بالنسبة لكأس العالم في قطر وكذلك كاس اسيا، لكن تطرح تساؤلات عما اذا كان هناك تأثير مشابه للقطاع الفني، او لاي فنان عربي على مستوى الوطن العربي على الأقل وليس عالميًا.
لاتتوفر بيانات عن الحفلات التي يقيمها الفنانون المعروفون الكبار، وحجم الإيرادات او حجم الاستهلاك ومدى النشاط الاقتصادي في المدينة او الدولة التي يحلون بها لغرض إقامة حفل معين.
وبينما يتم الحديث عن تأثير عربي لفنان عربي، عراقيًا يأتي ربما اسم كاظم الساهر، وكذلك عمرو دياب، فضلا عن جماهيرية تامر حسني، وبالتأكيد جميع هذه الأسماء وغيرها، لديها تأثير من نوع معين وبحجم معين على محيط المدينة التي يقيمون بها حفلاتهم على صعيد حجوزات الفنادق او المطاعم او الانفاق على النقل وغيرها، الا انه تأثير غير ملموس ولايلفت الانتباه الى مدى تحرك الأرقام.